أعرب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، عن رفضه لتجاوزات وسائل الإعلام الألمانية فى تغطيتها حادث مقتل مروة الشربينى، معتبراً أن ما فعلته الصحف الألمانية «إخلال بروح مهنة الصحافة». وانتقد مكرم فى خطابه إلى رئيس اتحاد الصحفيين الألمان ميشيل كونكين، التعامل الصحفى والإعلامى «المنقوص وغير المهنى» فى كل وسائل الإعلام الألمانية المقروءة والمسموعة والمرئية وحتى الإلكترونية تجاه حادث مقتل مروة الشربينى. وأرجع نقيب الصحفيين انتقاده لوسائل الإعلام الألمانية فى نص خطابه إلى قيام وكالة الأنباء الألمانية ببث خبر نبأ مقتل مروة الشربينى فى الساعة الرابعة إلا عشر دقائق عصراً بصياغة تشير إلى أن الضحية مسلمة تم قتلها ب18 طعنة داخل المحكمة. وأشار مكرم فى خطابه الذى أرسله إلى السفير الألمانى بالقاهرة «براند ايريل» إلى أن الأمر الثانى يتمثل فى بث محطة التليفزيون الألمانية الأولى خبراً مقتضباً فى نفس يوم وقوع الحادث بنشرتها الإخبارية لم يتجاوز ثمانى وعشرين ثانية فقط دون ذكر أى تفاصيل عن الحادث. فى حين تمثل الأمر الثالث فى نشر صحيفتى «بليد، وسوينج ديتوش زايتج» أخباراً مقتضبة عن الحادث، فضلاً عن عدد من الصحف الصغيرة، فيما تجاهلت أغلبيتها ما حدث، مما طرح تساؤلاً عن مدى إمكانية التعامل الإعلامى على نحو مشابه إذا ما كانت الضحية غير عربية وغير مسلمة. وقال مكرم إن نقابة الصحفيين تنتقد بشدة تلك «السقطة المهنية» من وسائل الإعلام الألماينة فى التعامل مع هذا الحادث، وتطلب من اتحاد الصحفيين إبلاغ انتقاداتنا واستغرابنا من وسائل الإعلام المختلفة فى ألمانيا. وأضاف أن اللوائح المهنية للصحفيين والإعلاميين فى العالم تنص على ضرورة التعامل مع الأحداث الجارية فى العالم بشكلها الموضوعى وبحيادية مطلقة بصرف النظر عن الانتماءات الوطنية والإقليمية، فضلا عن تقديم حق القارئ والمستمع والمشاهد على أى شىء لأنه «حق أصيل». وأشار نقيب الصحفيين إلى أن «الحادث العنصرى» الذى وقع فى مدنية دريسدن جنوب شرقى ألمانيا، كان ثمنه فى النهاية حياة شابة مصرية كانت ستصبح أما للمرة الثانية خلال بضعة أشهر من مقتلها، موضحاً أن العنصرية البغيضة التى ترفض الآخر المختلف فى اللون أو الجنس أو العرق أو الدين تحتاج لوقفة، خاصة من المنتمين لمهنة الصحافة والإعلام لإيقاف تلك الاتجاهات المؤثرة سلباً على الصورة العامة لألمانيا فى الخارج. من ناحيته، توجه المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام الأول لنيابة استئناف الإسكندرية، إلى ألمانيا، أمس، لمتابعة التحقيقات التى تجريها السلطات الألمانية بولاية ساكسونيا فى حادث مقتل مروة الشربينى عقب تكليف النائب العام المستشار عبدالمجيد له بالسفر لمتابعة الأمر فى إطار جهود أجهزة وزارة الخارجية لحفظ حقوق القتيلة. من ناحية أخرى، انتقد رئيس المجلس اليهودى شتيفان يوخيم كرامر بألمانيا تأخر ردود فعل الإعلام الألمانى على مقتل مروة، ملقياً باللوم على وسائل الإعلام والنخبة السياسية فى ألمانيا فيما يتعلق بحادث مقتل مروة والذى وصفه ب«الجريمة الشنعاء التى تمت بطعنات متطرف ذى دم بارد يكره المسلمين». وقال شتيفان كرامر - فى حديث أدلى به لوسائل الإعلام الألمانية أمس بعد زيارته لزوج الضحية الدكتور علوى - على عكاز - بمستشفى دريسدن - إنه يبدو أن المجتمع الألمانى لم يدرك بعد أبعاد جريمة القتل هذه التى جرت داخل محكمة دريسدن. وأضاف أنه يغيب عن الوعى أن جريمة قتل مروة الشربينى سببها روح الحقد والكراهية المتفشية ضد المسلمين بدءاً من أطراف المجتمع المتطرفة حتى وسطه. وأرجع روح الحقد والكراهية إلى «الممارسات اليمينية المتطرفة التى تسعى، منذ سنين، إلى عزلة المخالفين فى العقيدة وتخويف الناس من الأقليات ووصفهم بسوء الأخلاق». وبدأت إنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، حواراً رسمياً مع مسلمى ألمانيا، وغالبيتهم من الأتراك، فى محاولة لتحسين اندماجهم فى المجتمع الألمانى غير أنها أثارت عداء البعض بقولها إن «مآذن المساجد يجب ألا تكون أعلى من أبراج الكنائس». من جانب آخر نظمت نقابة الصيادلة فى الإسكندرية أمس حفل تأبين للدكتورة مروة الشربينى التى لقيت مصرعها على يد متطرف ألمانى وحضره حشد كبير من ممثلى النقابات المهنية والأحزاب السياسية وجماعة الإخوان المسلمين وحركة كفاية وأعضاء مجلس الشعب بالمحافظة. وطالبوا الحكومة الألمانية بالاعتذار الرسمى والتعهد بعدم السماح بتكرار تلك الجرائم فى حق أى مواطن مصرى أو عربى فى الخارج واستدعاء السفير الألمانى وإبلاغه بالاحتجاج والاستنكار والأسف وإلغاء حظر النشر فى القضية ضماناً لنزاهة وشفافية التحقيقات.