دفع انخفاض أسعار الحديد خلال ال 6 أشهر الماضية حركة البناء والتشييد على مستوى الجمهورية للصعود والنمو، واحتل قطاع البناء المرتبة الأولى من حيث النمو بنسبة 16.1% خلال الربع الأول من العام الجارى. ويمثل الحديد حوالى 25% من تكلفة بناء المساكن الشعبية والأهلية، وأقل من ذلك بالنسبة لمختلف أنواع العقارات، وفى المقابل لم تنخفض أسعار مواد البناء الأخرى بالمعدل الطبيعى بل إن «الأسمنت» ارتفع سعره دون مبرر يذكر سوى سيطرة المصانع العاملة على الأسعار فى السوق، وإن كانت المؤشرات تؤكد أن سيناريو الحديد سيتكرر مع الأسمنت، بعد فتح باب الاستيراد أمام الأسمنت وتوفير المعروض بكثافة مما يخفض السعر. وساهم المستهلكون بإحجامهم عن الشراء «دون قصد» فى وصول الأسعار إلى أدنى نقطة نزول وهى 2700 جنيه، ورغم محاولات المصانع والمستوردين والتجار الذين يتكبدون خسائر يومية بسبب بيع الحديد بأقل من سعر تكلفته، أو بسبب توقف البيع لتحريك السوق والطلب، إلا أن جميع محاولاتهم فشلت لأسباب مختلفة منها الموسمية «الامتحانات والحصاد» ومنها تشبع السوق خلال النصف الأول بكميات ضخمة من الحديد التركى والمحلى وصلت لأكثر من 3 ملايين طن، وهى نسبة تمثل حوالى 75% من استهلاك مصر فى العام الواحد، بالإضافة إلى هرولة معظم المستهلكين لتخزين الحديد إما للبناء أو للمضاربة على السعر، عقب الارتفاع. والواضح أن السوق المصرية استوعبت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجارى، الطاقة القصوى لها، والتى تكفيها لمدة 6 أشهر مقبلة، بل وحصل على الطلب المؤجل من الربع الأخير من نهاية العام الماضى الذى شهد أيضا توقفا عن الطلب لمدة 3 أشهر، ومن هذا المنطلق فإن التوقعات تؤكد أن الطلب لن يعود قبل نهاية العام الجارى، مع ارتفاع تدريجى فى الأسعار، بفعل ارتفاع الأسعار العالمية وعودة الحياة إلى الاقتصاد العالمى. قال صلاح حجاب رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال: إن انخفاض أسعار مواد البناء أثر إيجابيا على السعر النهائى للمنتجات العقارية، خاصة الوحدات المتوسطة والأدنى، ومنها مشروعات «ابنى بيتك» و«مبارك لإسكان الشباب»، حيث قل ثمن الوحدات العقارية بالمشروعات الإسكانية الحكومية بعد انخفاض أسعار مواد البناء عنها قبل الانخفاض. وتوقع المهندس خالد البورينى رئيس شركة الهبة للتجارة استقرار سوق الحديد خلال الفترة المقبلة، بعد درس الحديد التركى القاسى للمصنعين والتجار، مطالبا بتقنين عملية الاستيراد ومنظومة الحديد بشكل عام، لوقف العشوائية فى عملية التصنيع والتسعير والاستيراد والتصدير. وتشير التوقعات إلى أن صيف 2009 سيكون الأهدأ منذ سنوات، ولن يشهد مشاكل فى المعروض والأسعار، بسبب قدوم شهر رمضان مبكرا، ثم بدء السنة الدراسية، ووجود مخزون من الحديد المستورد والمحلى يقدر بحوالى مليون طن.