تعليقاً على مقالى «حب الوطن غير التعصب وحتى من قال طظ ليس ضد الوطن»، أرسل أحد القراء عبر البريد الإلكترونى رسالة باسم مستعار قال فيها: «أولاً من اسمك لا أستطيع تحديد ديانتك، ثانياً واضح أنك علمانى وبالتالى لا يهم ماذا تكون ديانتك، ثالثاً لست من الإخوان المسلمين، ولكنى أؤيدهم، رابعاً لا تخلط بين الإسلام والأديان الأخرى». وقال القارئ المجهول، ومن المؤسف أنه يخفى اسمه الحقيقى، إن الشريعة الإسلامية متكاملة، وعندما التزم بها المسلمون «هزموا الفرس والروم»، وعندما ابتعدوا عنها «هزمهم الجميع»، وفى نهاية رسالته هتف: «اتق الله فى القلم الذى تحمله وربنا يهديك». وهذه الرسالة نموذجية فى التعبير عن القضية التى صنعتها الثقافة الإسلامية الشفاهية عبر القنوات الفضائية، فهو يكتب «عظمت الحضارة الإسلامية» بالتاء المفتوحة، و«الحضرات» بدلاً من الحضارات، و«تسفقون» بدلاً من «تصفقون»، أى أنه لا يعرف اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، وإنما يردد ما يسمعه، وخلاصة ما يردده أن العلمانية «والصحيح العالمانية من العالم وليس من العلم»، ضد الدين، والصحيح أنها فصل الدنيا عن الدين، وهذا لا يعنى معاداة الدين، وأن المسلمين فى حالة حرب دائمة، من هزيمة الفرس والروم فى الماضى، إلى هزيمتهم أمام كل أعدائهم فى الحاضر، والمعيار مدى الالتزام بالشريعة الإسلامية، والصحيح أن الالتزام بالشريعة الإسلامية، فضلاً عن أنه لم يتحقق يوماً بالكامل على نحو مطلق لا علاقة له بالقوة العسكرية التى ترتبط بالاقتصاد والعلم، وأن المسلمين ليسوا فى حرب دائمة، وقد كان عددهم فى العالم 500 مليون عام 1900، وفى مائة سنة أصبحوا أكثر من ضعف هذا العدد، أى أنهم بعد 1300 سنة من نزول الدعوة الإسلامية، كانوا نصف مليار، وفى المائة سنة الأخيرة فقط أصبحوا أكثر من مليار، وكان ذلك بفضل العالمانية فى دول أوروبا وغيرها من الدول فى قارات العالم الأخرى، وانتهاء عصر الحروب الدينية، والحكم باسم الدين. وبالطبع، وكما يشاهد القارئ فى التليفزيون، كان لابد أن تنتهى رسالته بالدعوة إلى اتقاء الله وتمنى هدايتى، وكلنا فى حاجة إلى هذه الدعوة، ولكنى أدعو القارئ الكريم إلى معرفة اللغة العربية ليعرف القرآن الكريم من دون وسيط شفاهى، وليعرف ديانات الكتاب من كتاباتهم، ورحم الله الدكتور طه حسين الذى علمنا الدين وعلمنا العالمانية. [email protected]