من بين تعليقات القراء فى موقع «المصرى اليوم» على الإنترنت تعليق من قارئة حول ما نشر فى هذا العمود يوم 13 يونيو تتساءل فيه: من الذى قال «طظ فى مصر» علنًا؟ وكيف قال ذلك وماذا يقصد؟ وهل أصبحنا ما بين التعصب للوطن والتعصب ضده؟ كل إنسان يحب وطنه بالفطرة، ولكن التعصب القومى أمر بغيض مثل أى تعصب، ومن قال هذه العبارة فى حوار صحفى هو مهدى عاكف رئيس جماعة الإخوان المسلمين، وهو لا يعبر بقوله هذا عن موقف ضد الوطن، وإنما يضع الوطن مقابل الدين، ويختار الدين، وليس من الصحيح أصلاً المفاضلة بين الدين والوطن، وإنما هى وسيلة لاستخدام الإيمان الدينى لدى أغلبية المصريين للوصول إلى السلطة السياسية. وقد حدث فى فترة ما بين الحربين (1967 و1973) أن قال شيخ الأزهر الراحل عبدالحليم محمود علنًا أيضًا فى الراديو «تضيع سيناء ولا تضيع عقيدتنا» بنفس المنطق، وكان يقصد وجود الخبراء السوفييت فى الجيش، ولهذا طردهم الرئيس الراحل السادات قبل حرب 1973، ولم يكن هؤلاء الخبراء فى الجيش لمحاربة الدين، وإنما لمساعدة الجيش بعد هزيمة 1967، وكان الواجب على الرئيس السادات ألا يطردهم، وإنما يشكرهم، ويودعهم بنفسه فى المطارات مع باقات الورد، وقد أهدى الاتحاد السوفيتى إلى مصر السد العالى وألف مصنع والأسلحة التى حاربنا بها فى 1967 و1973. إننا نعيش عصورًا وسطى جديدة أصبحت فيها «خطبة الجمعة» سواء فى حماستان غزة أو فى طهران آيات الله هى مكان إلقاء البيانات السياسية بدلاً من البرلمانات، ولم يكن من الغريب مع هذه الحالة أن يلقى آية الله اليهودى نتنياهو خطبته بدوره من جامعة دينية فى إسرائيل، وليس فى الكنيست، وأن يطالب بتحويل إسرائيل إلى دولة دينية يهودية، وهو ينهى بذلك أسطورة دولة إسرائيل الديمقراطية العلمانية التى تتعايش فيها كل الأعراق والأديان، ويكشف أنها مجرد أسطورة خرافية، وحسنًا فعل، وكلهم يتحدثون باسم الله، والبعض منهم لا يستحى ويسمى نفسه حزب الله، وسبحانه وتعالى عما يفعلون. مشكلة الدولة الدينية- أيًا كان الدين- أن الدين مطلقات أخلاقية، والسياسة- أى سياسة- لا تقوم على المطلقات، ولا علاقة لها بالأخلاق، ولست مع المعالجات الأمنية للقضايا السياسية، ولكن مع أجهزة الأمن ضد كل مدنى يحمل السلاح، ومع انتخابات حرة حتى لو أدت إلى حكم الإخوان وتحويل مصر إلى دولة دينية، وليدفع كل شعب ثمن اختياره. [email protected]