أوضحت فى كلماتى أمس، مدى ضآلتنا فى هذا الكون.. فالأرض كذرّة رمل فى صحراء واسعة.. ودعونا نستأنس بحديث مختصر عن ذلك الكون العظيم، هناك «تشكيلة» تمثل إعجازاً فى القرآن!! يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النحل: «وسخر لكم الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ والنجومُ مسخراتٌ بأمره إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون» فالأربعة الأولى مفعول به منصوب بالفتحة، أما النجوم فضُمت لأنها ليست مُسخرة لنا، فهناك مليارات منها فى هذا الكون!! وفى سورة الذاريات: «والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون» لنكتشف حديثاً أن هذا الكون الواسع يتمدد!! ومن السخف أن نعتقد أنه لا مثيل لنا ولأرضنا فى الكون، فقد جاء فى سورة الطلاق قوله تعالى: «الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شىء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علماً»، إن خلق هذا الكون يفوق خلق الناس فيقول الله تعالى فى سورة غافر: «لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما يستوى الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسىء قليلاً ما تتذكرون. إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون».. فلنتأمل ونتفكر ونتدبر.. ونستكمل غداً بمشيئة الله. حاتم فودة