نعم قم للمعلم

قُمْ للمعلِم وَفهِ التبجيلا                      كادَ المعلمُ أن يكونَ رَسُولا
قَد قَالها شوقى وَصِدْقٌ قَوْلُهُ               فى كُلِّ عَصْرٍ كالعُصورِ الأولى
قولٌُ حكيمٌ مُنْصِفٌ مِنْ شاعرٍ             لله دَرّهُ شاعراً مَسْؤُولاَ
نَصَرَ المعلمَ ما عرفنا حَقَّهُ                كم قد جَحَدنَا جُهده المبذولا
كم من زمانٍ عَاشَه فى بذله              كم قد نعمنا فى هُداه طَويلا
فى كل أقطارِ العروبة بَاذِلاً              ما منّ يوماً أو أَشَاحَ مَلُولا
ولذاكَ شوقى قد أفاضَ بمدْحِه           والفضلُ يعرفه ذَوُوُهُ أُصُولا
وأتيتَ أنت وما تركتَ نقيصَةً          قد قُلتَ قَولاً ظَالِماً وَثَقِيلا
فرقٌ بعيدٌ بين قَولِكُما أخى              أقبلتَ تشحِذُ سيفَك المسْلُولاَ
وجعلتَ كل مُعلمٍ فى مِصْرنا           إن لمْ نُجِبْ فالذنبُ كان مَهولا
ورأيتَهُ ذئباً يعيشُ جَرائما              أغضبتَ ربَّا عَادِلاً وَرَسُولا
أنا لستُ أدفعُ عن فساد يا أخى        نَذْلاً، جَبَاناً وَظّفَ المحمُولاَ
فإذا أصيبَ القومُ فى أخلاقهم          من اسمكَ القاضِى عليك دَليلا
لكن أخى: اللهُ حقٌ قولُهُ                 تَخِذَتْ هُناك مع الدّماء قِيلا
ما ليس للإنسانِ إلاّ مَا سَعَى           لكنه استثنى وقال جميلا
إبليسُ أقسَم يُغْويَنّ جَمْعَنَا               فلماذا تتهمُ الجميعَ جَهُولاَ؟
قد كنتُ أطمعُ أن تكونَ عَدَالةً          كلا ولستُ أرى السكوتَ سَبيلا
لكن عَدمْتَ رَمَيْتَ كلّ مُعلمٍ             فأقمْ عليهم مأتماً وَعَويلاً
الله قال لمؤمنينَ تبيّنُوا                 ما كانَ أصْدق من إِلهنا قِيلاَ
لا بأسَ فالإنسانُ شأنُه ظالما           فى كُلّ ما يأتيه كان عَجُولاَ
لو كنتُ أهجو مثل فِعْلِكَ قُلْتُها:       اخترْ لكمْ اسْمًا يكونُ بَديلا
الأمرُ أخطرُ من مدارسَ فُرّغتْ      أو إن تَزُرْهَا لم تجدْ مَسؤُولاَ
الأمرُ أخطرُ من سقوطِ مُعَلمٍ          يلقى عِقَاباً رادعاً وَكَفِيلاَ
الأمرُ أخطرُ من آباءٍ فرطُوا          فالحالُ صَارَ مُقزِّزًا مَرذُولا
ما أكثر الأسبابَ صَعبٌ حَصْرُهَا    غابَ الكثيرُ وقدْ ذَكرتَ قليلا
إصْلاحُنا التعليمَ يبقى حُلْمَنَا          طلبٌ يُردَّدُ بُكرةً وأصِيلاَ
ليسَ المعلمُ وَحْدَهُ مَأْمُولنا             بل ثورةٌ كُبْرى تهزُّ الجِيلا
يبقى لِزَاماً أن أَشِيدَ بحاتم            أبدى التحفّظَ سَائِغاً مَقبُولاَ
سيد عبدالرحمن الباقورى
القاهرة منيل الروضة
المحرر: هذه القصيدة رد على قصيدة الدكتور سمير القاضى (قم للمعلم) المنشورة بتاريخ 23 يونيو الماضى