رفضت قيادات حزبية معارضة فكرة التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، ووصف البعض الجماعة بأنها أسوأ من الحزب الوطنى، فيما قال الدكتور عصام العريان، القيادى بجماعة الإخوان، إنهم يمدون أيديهم لكل الأحزاب والقوى السياسية، وحذر من صفقات الحزب الوطنى مع بعض الأحزاب لاستحواذ الحزب الحاكم على مقاعد البرلمان كما حدث فى المحليات. قال محمود أباظة، رئيس حزب الوفد، إن التنسيق مع الإخوان المسلمين فى انتخابات مجلس الشعب غير وارد وليس مطروحاً خلال الوقت الراهن، متسائلاً عن سبب التنسيق معهم فى الوقت الذى يخوضون فيه الانتخابات بصفتهم مستقلين، مشيراً إلى أن الإخوان سبق أن خاضوا الانتخابات عام 1984 على قائمة الوفد وبمبادئ الوفد وبرنامجه السياسى وكانت الانتخابات وقتها بالقائمة النسبية. وأضاف أنهم لو قبلوا الآن برنامج الوفد وفكرة المواطنة باعتبارها مرتكز الحقوق والواجبات بصرف النظر عن الدين والجنس والنوع واللغة، وألغوا ما يسمى بالهيئة المشرفة على مشروعات القوانين واقتنعوا بأن العمل السياسى مشروع مختلف تماماً عن الدعوة الدينية من الممكن وقتها التفكير فى التنسيق معهم. وأوضح أن التنسيق مع الأحزاب وارد خاصة بين أحزاب الائتلاف «الوفد والتجمع والناصرى والجبهة». وقال سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، إن الحزب مازال يناقش خوض انتخابات مجلس الشعب من عدمه لأن الانتخابات سيديرها الحزب الوطنى والأمن واحتمالات تزويرها مؤكدة. وشدد عبدالعال على رفض «التجمع» التنسيق مع الإخوان المسلمين وقال: «نحن ننسق مع أحزاب الائتلاف إلى جانب قوى اليسار الأخرى». ولفت أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، إلى أن الحزب سيخوض الانتخابات لكنه لم يستقر على أعداد المرشحين بعد، والتنسيق سيكون بين أحزاب الائتلاف فقط واستبعاد الإخوان لأن مواقفهم معادية للفكر الناصرى، فهم يروجون دائماً أن جمال عبدالناصر اعتقلهم وعذبهم وأعدم قياداتهم وهذا فى معظمه غير حقيقى، إلى جانب أن مشروع الإخوان المسلمين أسوأ من مشروع الحزب الوطنى. وقال الدكتور عصام العريان، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين: نمد أيدينا للجميع للتنسيق المشترك خاصة من يؤمن بأن هذا النظام المستبد هو أساس المشاكل، أما من يرضى بفساد النظام ويلعب دور المروج لسياساته فى الحقيقة والمعارض له فى الشكل، فهذا لن يقبل أى تنسيق وإذا تواجد ضمن جبهة سيحرص على إفسادها وتخريبها، وأضاف أن كل القوى السياسية حرة فى اتخاذ القرار المناسب لها والمهم أن يدرك الجميع أن المعارضة الحقيقية هى معارضة النظام وليست معارضة الإخوان، وأن يحرص الجميع على أن تكون هناك انتخابات حقيقية، وأن يرضى الجميع بحكم الشعب. وأشار العريان إلى أن هناك صفقة تمت بين الحزب الوطنى وبعض الأحزاب فى انتخابات المجالس المحلية السابقة محذراً من تكرار تلك الصفقة فى الانتخابات المقبلة وقال: إذا لم تراجع القوى السياسية التى قامت بهذا الأمر نفسها سيكون حكم التاريخ والشعب عليها قاسياً.