أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس، أن الولاياتالمتحدة تعتبر مصر منذ فترة طويلة شريكا إستراتيجيا مهما . وقال بتريوس، عقب استقبال الرئيس حسنى مبارك له أمس بالقاهرة، أن جميع أفراد القوات المسلحة الأمريكية يقدرون التعاون العسكرى القوى بين البلدين، واصفا مباحثاته مع الرئيس مبارك بأنها «بناءة ومهمة». وأضاف: تركزت المباحثات على القضايا الأمنية الإقليمية الراهنة بما فيها الأوضاع فى العراق وأفغانستان وباكستان وإيران، وسبل مواجهة القرصنة وتهريب الأسلحة للمنظمات المتطرفة التى تتخذ العنف منهاجا لها. وأكد بتريوس أن التعاون سواء مع مصر أو مع دول أخرى بالمنطقة يساعد على دفع الأهداف المشتركة للسلام والأمن بالمنطقة، معربا عن تطلع واشنطن لتعزيز العلاقات مع القاهرة خلال الأعوام المقبلة، والعمل معها لحل مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وردا على سؤال حول إمكانية تبنى الولاياتالمتحدة سياسة عسكرية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط خاصة فى ظل عدم الاستقرار الحالى فى إيران عقب انتخابات الرئاسة الإيرانية، قال بتريوس»نحن لا نزال نتابع تطورات الأوضاع فى إيران» . وأشار الى استضافة واشنطن الأسبوع الماضى مؤتمرا ناقش عددا من القضايا على رأسها عملية بناء الأمن الاقليمى من خلال برامج متعددة، مثل مواجهة القرصنة فى البحار وإقامة التدريبات العسكرية فى البحر والجو، وبرامج تبادل البعثات الطلابية العسكرية الى جانب برامج مع مصر والدول العربية مثل إنتاج الدبابات . وتطرق بتريوس الى دور طهران فى العراق، لافتا الى أن ايران واصلت تسليح وتمويل وتدريب عمليات بعض العناصر المتطرفة داخل العراق لكى تسبب مشكلات أمنية هناك. وأعرب عن اعتقاده بإمكانية تحقيق الآمال العراقية بإقامة علاقات بناءة مع إيران بمرور الوقت تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام سيادة الآخر بدلا من علاقة تقوم على تدمير أحد الأطراف لأمن الطرف الآخر. وردا على سؤال حول ما حققته القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان وباكستان منذ حربها ضد الإرهاب عام 2001، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية إنه بالنسبة للعراق شهدت الأشهر الستة الماضية معدلا منخفضا فى حدوث أعمال العنف يتراوح ما بين 10 إلى 15 حادثا هجوميا، معتبرا أن هذا يعد تراجعا نسبيا عن المعدل الذى شهدته الساحة العراقية فى فترة سابقة امتدت 19 شهرا، ويتراوح ما بين 60 إلى 100 عملية عنف. وأضاف : «على الرغم من تراجع أعمال العنف فلا تزال هناك تحديات أمنية وسياسية صعبة وقضايا اجتماعية وتنموية تحتاج إلى حل، معربا عن ثقته فى قدرة قوات الأمن العراقية على الاضطلاع بمهامها ومسؤولياتها. وبالنسبة لأفغانستان أوضح بترويوس أن الوضع الأمنى هناك شهد تدهورا خلال العامين الماضيين،مشيرا إلى أن 10 % من مساحة البلاد شهدت ما نسبته 7 % من أعمال العنف بسبب العمليات التى تشنها حركة طالبان وغيرها من المنظمات التى ترتبط بالعناصر المتطرفة بالمناطق القبلية. وتابع:إننا بصدد مضاعفة عدد قواتنا على الأرض وزيادة عدد الخبراء المدنيين هناك، الى جانب زيادة عدد قوات الناتو العاملة فى أفغانستان.