الأمومة حلم يراود كل فتاة وتمارسه منذ الطفولة دون أن تدرى، فنرى الطفلة التى لم يتعد عمرها عامين تحمل دميتها تهدهدها، تحنو عليها كطفل لها تلعب دور الأم بغير إدراك.. وتكبر الطفلة وتتبدل الدمية، ويبقى الحلم، حلم الأمومة راسخا فى الذهن لايتزعزع، تتمنى أن تكبر وتتزوج وأن ترزق بطفل حقيقى يناديها: أمى، فتعيش الأمومة بدلا من أن تلعب دورها. ولكن هل الأمهات يستحققن هذا الدور؟ هل تحنو كل أم على وليدها كما كانت تفعل وهى طفلة مع دميتها؟ نعم نرى أمهات يفنين حياتهن فى تربية أولادهن وربما بدون أب يحمل معهن عبء الحياة، تسهر الأم وتتعب وتفنى شبابها فى سبيل إسعاد أبنائها.. هى الأم تشع حنانا يكفى لكل البشر.. أم بمعنى الكلمة.. ولكن هل كل أم هكذا؟ وهل الحنان والتضحية صفتان ثابتتان فى كل أم؟ فنحن نرى أما قاسية تعذب أبناءها وتتلذذ بهذا التعذيب، وأخرى تترك طفلها أو رضيعها للشارع دون رحمة لا تعلم ماذا ينتظره، ومن سيلتقطه، وهل سيكون فريسة للضياع؟ فهل يجوز أن نسمى هؤلاء أمهات؟ ولماذا لايقتصر هذا اللقب على من تستحقه.. على كل أم لها قلب أم.. أمومة حقيقية وليست زائفة.. كل أم تقدر ما رزقت به من نعمة.. تقدرها وتحافظ عليها، وهى نعمة الأمومة. عبير غيث