وافقت الجمعية العمومية لمستشارى مجلس الدولة، أمس، على ترشيح الرئيس مبارك للمستشار محمد الحسينى، رئيساً للمجلس، خلفاً للمستشار نبيل ميرهم، الذى تنتهى مدة رئاسته للمجلس 7 يوليو المقبل، ببلوغه سن المعاش، حصل الحسينى على 98٪ من الأصوات، فى سابقة تعد الأولى فى تاريخ المجلس التى يحصل فيها رئيس لمجلس الدولة على هذا العدد من الأصوات فى الجمعية العمومية لانتخابه. حضر اجتماع الجمعية العمومية 350 مستشاراً ممن لهم حق التصويت، الذى تم من خلال لجنتين رأس كل منهما 3 من كبار مستشارى المجلس، وأعلن بعدها موافقة الجمعية على رئاسة الحسينى ورفع قرار الموافقة للرئيس مبارك، تمهيداً لاستصدار القرار الجمهورى بتعيينه رئيساً لمجلس الدولة بدء من العام القضائى الجديد. بدأت وقائع الجمعية العمومية بكلمة للمستشار نبيل ميرهم، رئيس المجلس الحالى، الذى قال إنه سعيد للقائه بزملائه مستشارى المجلس فى آخر أيام رئاسته لهذا الصرح القضائى الشامخ، لاختيار زميله المستشار محمد الحسينى رئيساً للمجلس، وأشار إلى أن علاقته بالحسينى بدأت منذ أكثر من 49 عاماً، كان خلالها أخاً وزميلاً ومعاوناً له حتى وصل إلى هذا المنصب، وأصبح ممن لهم أكبر الأثر فى تاريخ مجلس الدولة. وعن فترة رئاسته للمجلس، قال ميرهم إنه لم يتأخر لحظة طوال تلك الفترة عن احترام قدسية الأحكام الملزمة للمجلس، وكان حريصاً كل الحرص على تنفيذها، كما أن المجلس شهد خلال فترة رئاسته أكبر حركة ترقيات فى تاريخه، والتى ترقى فيها أكثر من ثلثى أعضاء المجلس لدرجة ودرجتين، وتوجه ميرهم فى نهاية كلمته بالشكر لكل من عاونوه خلال رئاسته مجلس الدولة، وتمنى لزميله الحسينى التوفيق فى أداء مهام منصبه الجديد ودوام الصحة والسعادة. وطلب المستشار محمد رضا سالم، رئيس هيئة مفوضى الدولة، عضو المجلس الخاص، الكلمة قبل المستشار الحسينى، حيث قال إنه لا يجيد المجاملات ولا الرياء، لكنه يريد أن يقول كلمة سيسأل عنها أمام الله، فرغم أنه كان نفس دفعة المستشار محمد الحسينى، إلا أنه لم يلتق به إلا فى ال10 سنوات الأخيرة فقط، مؤكداً أنه كان خير زميل وأنهما نجحا فى إرساء العديد من القواعد فى مجالس التأديب التى رأساها معا، وأضاف أنه وجموع الحاضرين أقسموا يميناً أمام الله قبل عملهم بهذا الصرح الشامخ، وأنه لن يذكر زميله الحسينى بهذه اليمين، فكم منا فكر فى هذه اليمين منذ أن أداها، وتمنى فى نهاية كلمته التوفيق للحسينى. وفى نهاية الجمعية تحدث المستشار محمد الحسينى، الرئيس المنتخب لمجلس الدولة، رئيس الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع الحالى، وقال إنه كان له موقف مشرف عندما حضر لهذا المكان فى العام الماضى، وأعلن أنه أول المنتخبين للمستشار نبيل ميرهم ليرأس مجلس الدولة، وكانت الجمعية العمومية ذاتها هى صاحبة الموقف الأنجح عندما اختارت المستشار ميرهم، رئيساً لمجلس الدولة. وأشار الحسينى إلى أن أول قراراته التى سيتخذها فور توليه رئاسة المجلس، هو تشكيل لجنة لتلقى مقترحات قضاة المجلس الخاصة بالنهوض بالمجلس والارتقاء به، وتعهد بأنه لن يتخذ أى قرار دون استشارة زملائه أعضاء المجلس الخاص، والرجوع إليهم فى كل ما يخص هذا الصرح القضائى الشامخ.