مهرجان يحتفى بالنساء .. النساء فقط

لا يقتصر النشر على وسائل الإعلام المطبوعة والمقروءة، بل يتجاوز ذلك ليشمل كل ما تعنيه عملية النشر الثقافى، سواء أكانت مرئية أو مسموعة كما فى الأفلام التسجيلية القصيرة والروائية التى تهتم بها «السينما المستقلة».
أمل رمسيس، بنت سوهاج، المتخرجة فى كلية الحقوق و مخرجة الأفلام التسجيلية، نظمت مؤخراً مهرجان «القاهرة الثانى لسينما المرأة العربية واللاتينية»، التى شاركت فيه بفيلم «حياة»، وهو المهرجان الذى يستهدف المرأة فى صناعة هذه الأفلام أو فى الموضوعات التى يتم تناولها فى الأفلام المشاركة.
أمل التى قصرت أفلام المهرجان على دول الوطن العربى وإسبانيا وأمريكا اللاتينية، أرادت من ذلك إفساح المجال لأنواع أخرى دون السينما الأمريكية.
وقبيل ساعات من سفرها لبدء جولتها ب«مهرجانها المسافر»، على حد قولها، من مدينة سرقسطة بإسبانيا ثم غرناطة إلى كولومبيا وبوليفيا وسوريا لتختم جولتها بلبنان، ثم العودة إلى القاهرة التى بدأت منها مهرجانها، كان لنا معها لقاء تحدثت فيه عن فيلمها «حياة»، الذى تشارك به فى المهرجان،
وتقول: الفيلم شخصى جدا، وأقدم من خلاله المشاعر التى شعرت بها بعد وفاة والدى، وما شاهدته من مشاعر الحب بين أبى الراحل وأمى، طوال 45 سنة وحتى بعد مماته، وحاولت أن أثبت أن المسألة ليس موت الزوج أو شريك الحياة وإنما موت الحبيب قبل كل شىء وما يتبعه من حالة الحزن والوحدة.
تقول أمل إنها بدأت الإعداد لفيلم تاريخى تسجيلى عن مشاركة العرب فى الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 ضد الديكتاتور الإسبانى فرانكو. وعن هدف مهرجان أفلام المرأة العربية واللاتينية تقول أمل إن فكرة المهرجان خلق شبكة من العلاقات مع مخرجات فى الوطن العربى وأمريكا اللاتينية لإعطاء الفرصة للمرأة لتقديم رؤيتها حول قضايا مجتمعها، خاصة أن وضع المرأة لم يتحسن كثيرا، سواء فى مصر أو العالم العربى.
وتتلخص معايير قبول فيلم فى أن تكون مخرجته امرأة، ثم جودته الفنية عالية، يناقش قضية اجتماعية متحررة وجديدة ورفض الأفكار الرجعية التى تنمط صورة المرأة فى المجتمع، وأن يكون الفيلم فى حاجة إلى دعم وترجمة.
تقول أمل: لا نشترط مدة زمنية للفيلم، وسيتم فتح باب الاشتراك للدورة الثالثة بداية من أغسطس على موقعنا الإلكترونى www.entrecineastas.com ولا نرفض مشاركة الأفلام التجارية فى المهرجان، ولكننا نفضل إعطاء فرصة للأفلام المستقلة التى تتمتع بجودة فنية عالية رغم قلة الإمكانيات المادية مما يعطى الأولوية لدعم مخرجة الفيلم المستقل، فنحن لا نذهب وراء أسماء مخرجات نساء مشهورات، كما أن بعض الأفلام التجارية أحيانا تكون أفكارها نمطية وتجسد صورة أن جسد المرأة سلعة وهذا ما نرفضه.