«الحداد»: نسعى لإزالة حالة التوجّس لدى الإمارات من «مصر الثورة»

قال الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، إن مصر تسعى لإزالة حالة التوجس لدى دولة الإمارات العربية المتحدة من مصر بعد الثورة، وإن زيارته الأسبوع الماضي للدولة الخليجية، كان هدفها دفع التعاون بين الطرفين، من خلال علاقة واضحة وصريحة.
وأضاف «الحداد» في حوار مُطوّل، مع وكالة الأناضول التركية للأنباء: «الزيارة هدفها صيانة العلاقة بين مصر والإمارات، لأننا وجدنا مَنْ يريد تعكير صفو هذه العلاقة، ولا ننكر أن هناك حالة من التوجّس، ولكن كل شيء يمكن حله في إطار العلاقة الاستراتيجية، ومصر تسعى لأن تكون العلاقة بينها وبين الإمارات مبنية على روح التعاون، لأن البديل عن ذلك فيه خسارة للجميع».
وحول قضية المعتقلين المصريين في الإمارات، أعلن «الحداد» أن السلطات الإماراتية أكدت أن القانون سيأخذ مجراه، مشيرًا إلى أن الجانب المصري أبدى لهم الرغبة في زيارة المعتقلين وأن يطبّق عليهم القانون وفق المعايير الدولة، وتم الحصول على وعد بذلك.
وعلى صعيد العلاقات المصرية الإسرائيلية، قال مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، إن مصر دولة عريقة تحترم اتفاقياتها، مضيفًا: «سيناء شأن مصري خالص، وليس لأحد التدخل بها، وسيناء مسؤولية مصرية، صحيح أن هناك التزامات تلزمنا ببعض المعايير، ولكن هذه المعايير كأمن قومي يمكن أن تتغيّر ويتم ذلك من خلال قنوات يتم استخدامها لهذا الغرض».
وتابع: «اتفاقية السلام (اتفاقية كامب ديفيد، الإطار لمعاهدة السلام) كان بها جزء خاص بحقوق الفلسطينيين (ينص على تطبيق قرار مجلس الأمن 242 بشأن انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة)، وهذا الجزء لم يتطرق إليه أحد، ومصر معنية الآن بهذا الأمر وتسعى بكل جهد لاستعادة هذه الحقوق والحفاظ عليها، وتساعد الفلسطينيين على إتمام وحدتهم حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات واستعادة تلك الحقوق».
وحول العلاقة مع تركيا، أوضح «الحداد» أن حزب العدالة والتنمية له رؤية تختلف عن كثير من الأحزاب التركية، وهذه الرؤية تنظر للمنطقة العربية بشكل نشعر به في التعامل مع الكثير من قضايا المنطقة، مضيفًا: «إذا استطعنا أن ندير علاقة من التعاون والتكامل مع تركيا، فإن هذا المكان من العالم سيكون أفضل بكثير وسيغيّر ملامح المنطقة وهذا ما نسعى إليه».
ونفى عصام الحداد وجود «تحالف ثلاثي» بين مصر وإيران وتركيا، قائلاً: «هذه دول كبرى في المنطقة، ومن مصلحتها استقرار المنطقة، وحل المشكلات فيها، وأن ترك الحقوق وعدم حل المشاكل على أسس عادلة لا يسمح بالاستقرار، ونحن ندعو لسلام عادل وشامل تحقق فيه الشعوب طموحاتها».
وفي سياق آخر، وحول رؤيته في تداخل دوره كمساعد للرئيس للشؤون الخارجية مع مهام وزير الخارجية، قال «الحداد»: « هذا المنصب ليس جديدًا، فأمريكا وألمانيا وفرنسا يوجد فيها هذا المنصب، ووزارة الخارجية كانت مهمشة من قبل، ولكن الرئيس رأى أنه يجب أن يكون لها دور أعمق وأوسع في صياغة السياسة الخارجية وتنفيذها، ووظيفة مساعد الرئيس ما هي إلا تفعيل للسياسة الخارجية من خلال تنسيق وتفاعل دور الخارجية مع مؤسسة الرئاسة، والعلاقة الآن بين الخارجية والرئاسة ممتازة، وهناك تعاون في وضع رؤية للسياسة الخارجية، تُمكّن من استعادة دور مصر الريادي».
وعصام الحداد، قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين، وكان عضوًا في مكتب الإرشاد حتّى تعيينه مساعدًا لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، في 27 أغسطس 2012، نال بكالوريوس الطب من جامعة الإسكندرية، وحصل على الدكتوراه في الطب من إنجلترا، واعتقل من مايو 2009 إلى نوفمبر 2009، طبقًا لموقع الموسوعة الحرة «ويكيبيديا».