مؤتمر «الطرق الصوفية» يحدد 10 توصيات لتفعيل «خطاب أوباما» ويصفه ب«استجابة للنداء الربانى»

«باراك حسين.. حسين.. حسين».. بتكرار الاسم الثانى للرئيس الأمريكى خرجت توصيات مؤتمر الطرق الصوفية، الذى عقد مساء أمس الأول، تحت عنوان «رسالة الأمة الإسلامية إلى أمريكا»، للرد على الخطاب الذى ألقاه أوباما من القاهرة فى 4 يونيو الجارى.
جاءت توصيات المؤتمر، الذى نظمته المشيخة العزمية بالتعاون مع الطرق الشبراوية، والجازولية، والشهاوية، والتيجانية، بافتتاحية وصفت بها خطاب أوباما بأنه «استجابة للنداء الربانى»، وانتهى المؤتمر إلى تحديد 10 نقاط لتفعيل دعوة أوباما، فى مقدمتها تشكيل لجان عالمية من رجال الدين الإسلامى من جميع المذاهب لبحث كيفية التقارب بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة الأمريكية، وعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل تناقش حوار الأديان لتحقيق التعايش السلمى ونبذ العداوات بين الشعوب لإسعاد البشرية والتنمية.
وإعلان الطرق الصوفية وعلماء الأمة حملة لمواجهة العنف والتشدد ونشر الصورة الحقيقة للإسلام، والمطالبة بإصدار قانون دولى يجرم إهانة الأديان والإساءة لرموزها واحترام المقدسات، وتدخل سريع لحل القضية الفلسطينية والتفرقة بين المقاومة المشروعة والعنف، ورحيل القوات الأمريكية من الأراضى الإسلامية، ومشروعية مواجهة جميع الحملات التى تستهدف تحويل المسلمين عن دينهم مستغلة أوضاعهم الاقتصادية والتعليمية والسياسية، والترحيب بكل ما جاء فى خطاب أوباما وامتداد يده للمسلمين والإسلام ونشر نظرته على المجتمع الأمريكى وعدم إلصاق التهم بالإسلام والمسلمين.
وتعهد الطرق الصوفية بنشر الصورة المثالية للإسلام بالتعاون مع الإعلام ومراكز البحث والدارسة والمؤسسات الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرًا إرسال برقية إلى الرئيس مبارك لتهنئته على نجاح رسالته التى أدت إلى اختيار أوباما القاهرة لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامى منها، وإرسال خطاب للرئيس أوباما بتفعيل الإيجابيات التى وردت فى خطابه وتطبيقها على أرض الواقع.
حملت برقية الطرق الصوفية إلى الرئيس أوباما عنوان «برقية سلام إلى فخامة السيد الرئيس باراك حسين أوباما»، وبدأوها بتحية الإسلام، وأعربوا فيها عن سعادة المسلمين بخطابه التاريخى، أملين بعهد جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم الإسلامى، مؤكدين أن الانطباع السائد عن أوباما أنه «صادق» و«جاد» باحترام الإسلام والمسلمين.
وأضافت البرقية «الطرق الصوفية بمصر تمد يدها ليدكم الممدودة للأمة الإسلامية، مع المطالبة بوضع آليات لتطبيق ما جاء فى خطابكم بتشكيل لجان وورش عمل لتنفيذ ما جاء على أرض الواقع وحافز للمسلمين للإقدام على مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية فى بناء علاقات جيدة تحقق النفع المتبادل للسلام العالمى.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، ردًا على أنه بدأ خطابه فى جامعة القاهرة بالتحية نفسها.
وغاب عن الحضور الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، رغم إرساله موافقة رسمية على الحضور، والدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامى، فيما حضر الدكتور محمود الزفزاف، والدكتور محمود عاشور، وكيلا الأزهر السابقان، وأحمد شوقى حفنى، الأمين العام للقيادة الشعبية الإسلامية العالمية، والدكتورة سعاد صالح، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، إلى جانب غياب ممثلى أكثر من 10 سفارات أجنبية فى القاهرة، فيما حضر اثنان من السفارة الأمريكية وحصلا على توصيات وكلمات المؤتمر قبل عرضها وغادرا القاعة.
بدأ المؤتمر بكلمة الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزيمة، التى أكد فيها احتواء خطاب أوباما على كثير من الإيجابيات والقليل من السلبيات، موضحًا أن المؤتمر فضل التركيز على الإيجابيات.
ورفض الشيخ محمد الشهاوى، شيخ الطريقة الشهاوية، مد اليد إلى أوباما إلا بعد ترجمة أقواله إلى أفعال داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها باحترام الأقلية المسلمة.