قامت الدنيا ولم تقعد بعد اكتشاف الفساد وسفه الصرف الحكومى والوزارى وكثرة سفريات الوزراء وتكرارها ولعلك سمعت عن هؤلاء الوزراء الذين استقالوا من جراء هذه الفضيحة وراحت الصحف تعدد السيارات التى فى حوزة وزيرة العدل وتلك المخصصة لوزير الداخلية وكل ذلك فى شفافية ووضوح .. ذلك حدث فى فرنسا حتى ان الرئيس ساركوزى قد اقال بعض الوزراء المتورطين فى ذلك حماية للمال العام فى ظل الأزمة العالمية التى ضربت حتى أغنى البلاد لكنها يبدو لم تضربنا بعد فما زال السادة المسؤولون الكبار والصغار يعيشون المنجهة والفشخرة والتباهى برغد الحياة ويركبون أغلى السيارات التى لا يركبها أمثالهم فى هذه البلاد التى صنعتها! ومن واقع الشفافية أسال كم عدد السيارات المخصصة لكل وزير ومنها لكل محافظ او مسؤول كبير ؟ لعلك تسمع عن هذا المحافظ الذى لديه من السيارات عشر منها اربع لتحركاته واثنتان للمدام وسيارة لكل ابن أو ابنة وسيارة للخدمة المنزلية وشراء لوازم المنزل من اللحوم والخضار وخلافه! وطبعا اى سفه وتبذير هذا الذى يحدث فى مصرنا التى تئن من وطأة البطالة وتدنى الأجور وسوء حالة المواصلات ولعلك تعرف بعض الوزراء من رجال الأعمال الذين لا يحتاجون لسيارات الحكومة لكنهم يوفرون سياراتهم عملا بالمثل الذى يقول ابو بلاش كتر منه فهل رأيت يوما وزيرا يركب سيارته الخاصة بعد اعتلائه كرسى الوزارة ؟ وهل يجىء اليوم الذى يتخلى فيه السادة المسؤولون عن السفه الحكومى والصرف من المال العام ؟ وهل نرى الضمير الوطنى يستيقظ ولا نرى هذا السعار فى الشراء والديكور الحكومى وكأننا لا نعيش الهم العام والدين العام الذى وصل الى مئات المليارات من الجنيهات وهذه البطالة التى وصلت بالملايين وهذا الفقر الذى خيم على بسطاء هذا الوطن الذين لا يجدون قوت يومهم فليس من المعقول ان يسكن هؤلاء القصور والمنتجعات وغيرهم يبحث فى القمامة عن عيش حاف. ولعل ما يحدث الآن فى الشارع المصرى وما نسمعه ونقرأه من حوادث كانت غريبة عن مجتمعاتنا الملتزمة أخلاقيا ودينيا خير دليل على الضغط النفسى والمشاكل التى تواجه البسطاء فى هذا الوطن فهل تبدأ الحكومة وكبار المسؤولين فى الدولة فى ترشيد استهلاكها وتضرب المثل وتبدأ بنفسها قبل خراب مالطة؟ وهل نضع لذلك حلا حتى يطمئن الناس لمستقبل الأجيال القادمة وهل تكون هناك شفافية ووضوح لما يجرى لنرتاح ويعيش الناس فى حب ووئام بدلا من التناحر اليومى والتقاتل لاتفه الأسباب؟ أرجو ذلك. سيد داود