أعظم ثلاثة مدربين للنادى الأهلى فى الأربعين عاماً الأخيرة ينتمون إلى ثلاث مدارس مختلفة فى كرة القدم، أعطوا الكثير وحققوا الإنجازات العظيمة التى يفتخر بها الأهلاوية ومصر كلها، ولكل منهم أسلوبه وطريقته التى تختلف عن الآخر. الأول مدرب موهوب أب يعتمد على ناشئى وأبناء النادى حقق بهم البطولات وترك الأهلى ورحل وترك وراءه الكثير من البطولات والكثير والكثير من اللاعبين للأهلى ولمنتخب مصر للعديد من السنوات، من منا لم يعجب بالخطيب وإكرامى وثابت البطل ومصطفى عبده وزملائهم العمالقة الذين أمتعونا بفن كرة القدم الجميل، رجل عمل للنادى الأهلى ولاسمه، رجل أعطى درساً كان يجب أن يعيه كل من جاء بعده ولكن للأسف قليل من استوعب هذا الدرس، الرجل أيقن منذ بدء تدريبه للنادى الأهلى أنه ناد كبير، يتمنى أكثر من نصف أطفال وشباب مصر أن يكونوا من أشباله، رجل وعى وفهم أنه يملك أكبر قاعدة ممكن أن تفرز لاعبين فى مصر، عمل على ذلك، حافظ على ما لديه من لاعبين، وأعطى الفرصة لكثير من ناشئى النادى منهم من أثبت نفسه واستمر مع الفريق الأول ومنهم من أخفق وذهب إلى النسيان، رجل ذهب وترك الأهلى يحصد البطولات بأبنائه. وتعاقب بعد هيديكوتى أكثر من مدرب على النادى الأهلى، ثم جاء العملاق الألمانى فايتسا بعقله الراجح وفكره المستنير، وأسلوبه الحازم رجل حافظ على نجومية لاعبى النادى الأهلى، وأعطى الكثير من فكره وضحى بالكثير من العروض المغرية سواء فى بلده أو فى بلدان أخرى، وفضل أن يستمر مع الأهلى لإقتناعه بأنه نادى بطولات وكنز للمواهب، لم يستورد لاعبين أو لجأ إلى السماسرة لكى يسد ما عنده من ثغرات، رجل لم يرهق خزينة النادى بكثرة طلباته سواء لنفسه أو بشراء لاعبين فى الوقت الذى يعلم فيه جيداً أنه بمجرد إشارة سوف تنفذ جميع طلباته، وترك الأهلى عندما ألغى الدورى المصرى فى موسم 89/90 حسب أوامر الجنرال الجوهرى، وعاد مرة أخرى بعد ذلك، وعندما وجد أنه ليس لديه الجديد ليعطيه آثر العودة إلى بلده، تاركاً الأهلى فى قمة المجد زاخراً باللاعبين والناشئين الذى كان يستطيع أن يحصد بهم البطولات لأعوام عديدة، ولكن ليس هو الشخص الأرزقى الذى يأخذ فقط، ولكنه مؤمن أنه يجب أن يعطى أكثر مما يأخذ لأنه الكبير، وأعطى بذلك درساً للمدرب الذى يحترم نفسه وتاريخه. وجاء جوزيه بطل الأهلى فى القرن الواحد والعشرين، والجميع يتفق أنه صاحب أكبر عدد من البطولات والألقاب مع النادى الأهلى محلياً وأفريقياً وعالمياً حين حصل على المركز الثالث فى بطولة أندية العالم باليابان، والآن جاء رحيل جوزيه، ووجد الأهلى فريقه كالأرض التى تم تبويرها، أين النجوم؟ أين اللاعبون؟ وأهم من ذلك لم يفرز المدرب الهمام جوزيه أى ناشئ للأهلى خلال فترة تواجده كمدير فنى، كم أنفق الأهلى على شراء اللاعبين فى فترة وجوده؟ كم لاعباً اشتراه الأهلى ولم يلمس الكرة إلا لدقائق قليلة؟ أين أبناء النادى الأهلى تاهوا فى صفوف الأندية الأخرى، الأهلى يستغنى عن ناشئيه ثم يعود ويشتريهم، فرمانات من المدير الفنى.. أريد فلاناً وفلاناً وفلاناً، والإدارة تنفذ ما يريد، إنه فقط يريد اللاعب الجاهز، ولا يريد أن يرهق نفسه وجهازه بتجهيز ناشئ، والنتيجة كما نراها الآن أصبح فريق الأهلى من أكبر متوسط سن لاعبين بين الأندية المصرية، قوام الفريق كله يضم لاعبين من خارج النادى، حتى ناشئى النادى لا يتم الاستفادة من تسويقهم والحصول على مقابل مادى، نزيف لخزينة النادى لصالح صنع مجد شخصى، أنا لست ضد هذا الرجل،. ولكننى ضد أسلوبه فى أن يعمل يوماً بيوم وسنة بسنة، أين الولاء للنادى، وأين مصلحة النادى، قارنوا بينه وبين هيديكوتى، الفارق واضح وكبير، أنا لا أحرم أى مدرب من أن يعمل لنفسه ولكن أيضاً لا تكن أنانى التفكير، وتترك النادى بعدك يضرب أخماساً فى أسداس، ويبدأ فى تسول اللاعبين من الأندية الأخرى، حصل جوزيه والأهلى على بطولات كثيرة مقابل إنفاق أموال كثيرة ومقابل ضياع جيل بالكامل من أبناء وناشئى الأهلى، ورحل جوزيه يحمل معه البطولات التى زينت تاريخه كمدرب وترك فريقاً يعانى من الكثير. أتمنى أن يستعيد النادى الأهلى قوته وعافيته، وأن ينظر دائماً إلى الثروة التى تكمن فى ناشئيه لأن النادى الأهلى قوى والمنتخب المصرى قوى والعكس صحيح. نلتقى الأسبوع القادم بإذن الله. [email protected]