«هو ثبتك وضحك عليك».. بهذه الكلمات عاتب أحد الطلبة ناشطاً حقوقياً وهو يغادر قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، أمس الأول، محتجاً على هتافه أثناء خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما «Obama.. I love you»، أوباما أنا أحبك. كان النقاش على سلالم القاعة حاداً، وحاول الناشط الدفاع عن حبه للرئيس الأمريكى واقتناعه بصدق ما قاله فى الخطاب، وبأن أوباما «سياسى فاهم ومدرك لكل الأمور، ويسعى فعلاً لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامى»، فيما كان على حد قوله، فى مواجهة الآخر الذى اتهمه بأنه «لم يفهم أن كل ما جاء فى الخطاب هو مجرد كلام عاطفى للتأثير على الناس». الحوار بين الطالبين يعكس الاختلاف حول خطاب الرئيس الأمريكى، وهو الاختلاف الذى بدا واضحاً خلال إلقاء أوباما خطابه، فرغم التصفيق الحاد الذى حظى به عندما حيا الحضور بتحية الإسلام، «السلام عليكم»، وأثناء استشهاده بالآيات القرآنية، فإن لحظة من الوجوم سادت القاعة أثناء تأكيد أوباما عمق العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وقوله إنها غير قابلة للكسر، مشيراً إلى الاضطهاد الذى تعرض له اليهود على مدار التاريخ، وإلى المحرقة النازية المعروفة ب«الهولوكست». قبل الخطاب كان كل من فى القاعة من طلاب وسياسيين وفنانين وإعلاميين، ورجال أعمال يتحدثون عن توقعاتهم ويأملون فى أن يخرج عليهم أوباما بحل للصراع العربى الإسرائيلى، وكان هناك نوع من التفاؤل الحذر بين الطلاب حياله، وأعربت حبيبة رمضان، الطالبة بكلية السياسة والاقتصاد، عن إعجابها بمكان الخطاب، ورفضت الكشف عن توقعاتها حوله، قائلة «الأمور غير واضحة حتى الآن». وقال عمرو الشربينى، طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة «إن الرئيس الأمريكى سيحاول تحسين صورة الولاياتالمتحدة، التى وصلت إلى مرحلة سيئة فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش»، متمنياً ألا يتدخل أوباما فى الشأن الداخلى المصرى. لحظات الوجوم عند الحديث عن إيران، والخلاف حول جدية ما قاله أوباما لم تمنع الجمهور من تحيته بشدة عقب انتهاء الخطاب، وأن يهتف باسمه «أوباما.. أوباما» وكانت هناك كلمة واحدة تتردد على لسان الحضور فور انتهاء أوباما من كلمته، وهى أن الخطاب «رائع».