الصراع بين حزبى المحافظين والأحرار، لم يقتصر على السياسة فقط، بل امتد إلى الطعام أيضاً! فحزب المحافظين على وزنه يواجه بمنافسة شديدة من حزب الأحرار فى زيادة وزنه والمتمرد على أى طريقة تخسيس، وحزب أشجار الجميز هو أكبر حزب فى العالم، لغته خاصة جداً ومفرداتها هى: الإكس لارج وأطباق الحلويات وحلل المحشى، وممثلوه فى البرلمان مازالوا يحلمون بعصر الهوانم «المكلبظات» الأتراك، اللاتى نصف أوزانهن شحم ودهون! ما حفزنى واستفزنى لكتابة سلسلة مقالات عن البدانة هو المشهد الجماعى المأساوى لخروج بنات من مدرسة إعدادية بعد الامتحان، البنات مازلن فى سن الزهور، مجرد أطفال، ولكن أحجامهن وأوزانهن مرعبة، لاهثات من مجرد خطوتين لباب المدرسة، اللحم يترجرج فى مشهد عبثى، يذكرنا بمصارعى السومو اليابانيين! يد تحمل الحقيبة ويد تلتهم الساندويتش.. مشهد ميلودرامى يبعث على الحزن والاكتئاب، أجولة آدمية وبراميل بشرية بلا أى اهتمام جمالى أو حتى إنسانى بأجسادهن. إن تحول البدانة فى هذه السن الصغيرة إلى وباء هو إهانة بالغة، إهانة نفسية وصحية، فهذه البنت الطفلة لا تعانى من خلل هرمونى، والمفروض أنها تبذل طاقة، والبديهى أنها فى فترة المراهقة أهم ما يشغل بالها هو ال BODY IMAGE أو صورة وشكل جسدها وجماله ورشاقته . ما حفزنى أكثر على تناول الموضوع هو البحث الذى تصدر موقع «ياهوو»، والمرشح لأهم الموضوعات وأكثرها قراءة، البحث يحسب كم الجهد الرياضى الذى يجب عليك عمله حتى تعوض السعرات الحرارية التى دخلت جسمك من الوجبات السريعة، وطبق العلماء معادلاتهم الحسابية على شخص وزنه 70 كجم، وكلما زاد الوزن زاد الجهد المطلوب، ولنقرأ معاً تلك الأرقام المزعجة: تناول قطعة دونتس بالشيكولاتة يتطلب منك 59 دقيقة مشيًا، بمعدل 3 أميال كل ساعة لكى تفقد السعرات التى دخلت جسمك، أما ساندويتش الماكدونالد بالبيض فيحتاج 32 دقيقة جريًا بمعدل خمسة أميال فى الساعة! أما البيتزا فتحتاج 39 دقيقة سباحة، أما ساندوتش الهامبورجر الفخيم فيحتاج لفقد سعراته الملتهبة 94 دقيقة من رياضة السباحة، والفرنش فرايز أو البطاطس المقلية فتحتاج 77 دقيقة من ركوب الدراجة بمعدل عشرة أميال فى الساعة، وبولة الأيس كريم تحتاج 29 دقيقة من العدو بسرعة خمسة أميال فى الساعة! العكس يحدث عندنا، فممارسة الرياضة عندنا بعد التهام الوجبات السريعة تعد مطلباً من الجنون المستحيل، وكل سقف طموحنا أن نغلق فمنا بعد الوجبة، مجرد الامتناع عن حشو المعدة أكثر، ولكن هذا أيضاً لا يحدث، فزجاجة الكوكاكولا أو كانز البيبسى تضاف إلى حصيلة السعرات المضافة إلى معادلة البدانة الملعونة والجنونية، ويوجا التناحة والأنتخة والتحول إلى كائن كنباوى «نايم على الكنبة طول النهار».. بعد هذه الوجبة هى طقس أساسى، ومرض مزمن عندنا فى مصر المحروسة. .. ولكن هل البدانة مشكلة جمالية فقط أم أنها خطر صحى داهم؟!