كيف استطاعت تلك الطفلة الأميّة أن تلملم الحروف من بستان الإصرار تنثرها ورود قرنفل على جبين الوفاء تطرز بها اسم الزوج.. ورسائل الوجد المنقوشة على قصاصات الحب المتسللة تحرق صقيع زنزانة رفيق العمر؟. كيف استطاعت أن تحفر حروف اللغة على صخرة الحرمان من عبق الكشاكيل ونشيد طابور الصباح؟.. تلك هى (فتحية العسال).. شجاعة منبثقة من تزاوج جميل مع الذات والانطلاق خارج سرب الاستعباد بالانتصار على جنود الفشل المتربصة بالطموح.. تلك هى من استبدلت المكتب المدرسى (بالطبلية).. (زادها) الأوراق و(ملاعقها) الأقلام تسطّر أكثر من خمسين سهرة ومسلسلاً ومسرحية.. جوائز وأوسمة تتصدرها جائزة الدولة للتفوق فى الآداب ورئاسة جمعية كاتبات مصر.. تلك هى ! فهل لى أن أقفز فوق حواجز الخوف المنصوبة داخل الذات؟.. إذن ليس سواك من يدكّ معاقله لينهار على ساح المستحيل يتعثر بالمحظورات الرثّة المتساقطة على دروب النهاية المرصوفة ناراً وصقيعاً ليموت الباطل على شفاه الحق ويتكسر جبروت الشر على سندان الحقيقة... من لى سواك ينطلق بى على سفينة الحرية يخرس نحيب الأمواج وولولة الرياح.. يدور بى عبر المدارات.. يفكّ رموز الاحتمالات وطلاسم التكهنات.. يبدأ من حيث نهاية الفصول العجاف المتمرغة باللامنطق واللامبالاة..؟ من لى سواك يأتينى على حفيف أجنحتى المرتعشة يحمل الشمس على أكفّ الخلاص.. يحطم قيود الاستعباد الملتفّة حول معصم الروح؟.. من لى سواك يطلقنى من أسر الوطن الأسطورة وعشقه المذاب فى ذرات كينونتى؟ ذلك الوطن الراقد فى سجن اليأس المكتظ بتفاصيل المؤامرة.. من لى سواك يحررنى من خيالات وذكريات التلمذة وآثار (جنحة) الضرب المحفورة على ظاهر اليد حين نؤخذ بجريرة خطأ فردى لتلميذ ما؟.. عقاب ظالم وقهقهات إهانة تنهال سياطاً باردة على أسماع الحياء.. ومن لى سواك ينقذ (تلاميذ) اليوم من (جناية) قتل وإزهاق روح على يد البعض من محترفى التعذيب المصابين بحمّى السادية والانتقام من عبودية فقر ومهانة بأولئك الأبرياء.. من لى سواك يعتقنى من عبودية وظيفة وتسلط مدير ويخرجنى من لعبة (الجزرة والعصا)؟.. من لى سواك يخفف ثقل عبودية المثالية والأصول المنضودة قلادة تتباهى بها الصدور المشحونة غضباً من تجاوزات مدمنى الحماقة والسفه؟ من لى سواك يقتلع بوابات العبودية الموصدة على الكرامة وإباء الرجولة والكبرياء.. يشرّع نوافذ الاستعباد الأسرى والاجتماعى المغلقة على الرغبات المصيرية المشروعة وينهال بسوطه على عبودية الهوى الراقصة فوق حبال الشهوات والانحلال؟.. من لى سواك يرتقى بى حرّة حيث عوالم النور بعيداً عن عالم الأسياد والعبيد الغارق فى فوضى الاستعباد والاستبداد.. تحملنى على كفيك يمامة تحطّ على شرفات الحرية المطلّة على رياض العدل؟.. من لى سواك يا أنت يا سيدى.. يا لخالد فى الروح كما الدهر.. يا لأمل المغرد على أنغام الغسق مجللاً بالنور.. مرتوياً بنشوة الطهر الخجلى الهائمة خارج جدران الظلم وممتلكات الأباطرة ومزادات الرقّ.. من لى سواك يفكّ رقبتى ورقبة الوطن من عبودية عبيد العبيد؟