شدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما مجدداً على موقفه المطالب لإسرائيل بضرورة وقف أنشطتها الاستيطانية تمهيدا لقيام الدولة الفلسطينية، وذلك خلال قمته الأولى التى جمعته والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، بينما أعلن الأخير أنه سلم نظيره الأمريكى وثيقة تتضمن أفكاراً لإطلاق عملية السلام وآليات لتنفيذ شروطها، واصفاً لقاءه مع أوباما بأنه كان «جدياً وصريحاً». وذكر أوباما، فى مؤتمر صحفى مشترك، أن على الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى واجبات يتعين عليهما احترامها، لكن حديثه الموجه للجانب الإسرائيلى كان هو اللافت، نظراً لما تضمنه من تأكيدات على ضرورة اتخاذ إجراءات ترفضها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعلى رأسها تجميد النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربيةالمحتلة، وأضاف أنه كان «واضحاً جداً حول ضرورة وقف الاستيطان» لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى 18 مايو الماضى، وبينما أكد مساندة واشنطن لقيام الدولة الفلسطينية، رفض التقيد «بجدول زمنى مصطنع» لحل النزاع، فى نقد غير مباشر للمهلة التى حددها سلفه جورج بوش أواخر 2007، التى لم تسفر حتى الآن عن أى نتيجة. من جانبه، وصف أبومازن لقاءه الأول مع أوباما بأنه «جدى وصريح»، وقال: «اتفقنا على التواصل الدائم»، مؤكداً الضرورة الملحة لإحراز تقدم من أجل حل النزاع الفلسطينى - الإسرائيلى، خاصة أن «الوقت عنصر مهم»، وهو ما كرره أوباما، وقبل مغادرته واشنطن صرح أبومازن بأنه سلم وثيقة للرئيس الأمريكى «لا تخرج عن إطار خريطة الطريق أو عن مبادرة السلام العربية»، موضحاً أنها تحوى أفكاراً حول آليات التنفيذ، بينما قال المفاوض الفلسطينى صائب عريقات إن «أوباما وعد بدراسة هذه الوثيقة». على الصعيد الأمنى فى الأراضى المحتلة، صرحت مصادر إسرائيلية بأن أجهزة الأمن المدنية والعسكرية فى الضفة الغربية رفعت حالة الاستنفار، تحسباً لرد فلسطينى محتمل على اغتيال عبدالمجيد دودين، أحد كبار القادة البارزين فى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، جنوب الضفة. وكان جيش الاحتلال اغتال دودين فى عملية عسكرية استهدفته فى قرية دورا جنوب الخليل، وهو ما ردت عليه كتائب القسام فوراً بأنها تدرس كيفية الرد عليه، مؤكدة أن لعناصرها فى الضفة الحرية المطلقة فى الثأر لدودين. وبينما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن دودين كان مطلوبا منذ عام 1995 لتنفيذه هجمات فى إسرائيل برصاص وحدة من حرس الحدود، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، مسؤوليتها عن استهداف قوة إسرائيلية شرق مدينة غزة بقذائف هاون محلية الصنع، وقالت فى بيان صحفى إن عناصرها استهدفوا تجمعاً للجنود الإسرائيليين قرب بوابة الشجاعية ب5 قذائف من العيار الثقيل. فى الوقت نفسه، اتهمت «حماس» القوات الموالية لحركة التحرير الفلسطينى «فتح» المناوئة بمساعدة إسرائيل فى الإيقاع بنشطائها، أمثال دودين «45 عاما»، الذى استشهد بعد أن حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية منزلا بالقرب من مدينة الخليل، وقالت فى بيان: «هذه العملية ما كان لها أن تكون لولا استمرار التنسيق الأمنى الخطير بين السلطة فى الضفة والعدو الصهيونى لتصفية المقاومة واغتيال قياداتها». فى المقابل، اتهم قيادى فى حركة «فتح» حكومة «حماس» باعتقاله فى منزل أبومازن وتعريضه لتعذيب شديد، وقال أحمد نصر، عضو المجلس الثورى لحركة «فتح»، الذى أفرجت عنه الحكومة المقالة أمس الأول بعد 11 يوماً من اعتقاله، إن «منزل أبومازن تحول إلى معتقل للتعذيب». فى الوقت نفسه، أفاد متحدث باسم حركة «فتح» بأن قوات «حماس» اقتحمت اجتماعاً كان يضم أعضاءها فى قطاع غزة، واحتجزت جميع المجتمعين واقتادتهم إلى معتقلاتها، وذكر بيان أن «حماس» مازالت تحتجز جمال عبيد، أمين سر إقليم شمال غزة، وسائر أعضاء الإقليم، «فى إطار حملة التصعيد الهستيرية»، التى تشنها «حماس» على أبناء «فتح»، على حد قول البيان.