بدأت مراسم حفل اطلاق المفاوضات المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس حسني مبارك وعاهل الاردن الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيانياهو وفي بداية الحفل دخل الزعماء الخمسة إلي قاعة الحفل حيث رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما بضيوفه, واعلن ان اليوم الخميس يستأنف الفلسطينيون والاسرائيليون المحادثات بعد ما يقرب من عامين من التوقف. وقال اوباما ان المحادثات قائمة علي إقامة دولتين دولة اسرائيلية وفلسطينية يعيشان جنبا الي جنب في أمن وسلام, ثم أعطي الكلمة للرئيس مبارك. وأكد الرئيس مبارك في كلمته استمرار مصر في دعمها للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة ومواصلة جهودها من أجل تحقيق تطلعاته واستعادة حقوقه المشروعة, وقال إن مصر ستظل الي جانب الشعب الفلسطيني الي أن تقوم دولته الفلسطينية المستقلة. وقال الرئيس إن التوصل الي السلام العادل يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات هامة, مشيرا الي أن الاستيطان علي الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولي, وهو لن ينشئ لاسرائيل حقوقا أو يحقق لها سلاما أو أمنا. وطالب الاسرائيليين باغتنام الفرصة الحالية وألا يدعوها تفلت من بين أيديهم, وقال' اجعلوا السلام الشامل هدفا.. ومدوا أيديكم لتلاقي اليد العربية الممدودة اليكم بالسلام'. وأشاد الرئيس مبارك في كلمته بالجهد الكبير الي يبذله الرئيس الامريكي باراك أوباما منذ الأيام الأولي لتوليه الرئاسة وسعيه للتوصل الي تسوية سلمية للقضية الفلسطينية ومثابرته طوال الفترة الماضية من أجل تذليل الصعاب وإعادة اطلاق المفاوضات. وشدد العاهل الاردني علي ضرورة بذل الجهود لتحقيق النجاح, الذي هو هدفنا اليوم حتي يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من تحقيق السلام والاستقرار وحتي يتمكن النساء والرجال من تحقيق مستقبل أفضل وحياة افضل من التي يعيشونها. وقال إننا يجب أن ندفع للسلام أن يسود, وإن فشلنا في تحقيق هذا الغرض سيكون نجاحا للحروب والغضب والمزيد متن المعاناة التي سوف تعانيها كل شعوب المنطقة. واعرب الملك عبد الله عن تقديره للرئيس أوباما علي التزامه لتحقيق السلام.. وقال' لقد ذكرت أن عملية السلام بالشرق الاوسط هي قضية أمن قومي بالنسبة للولايات المتحدةالامريكية ونحن ندرك هذا الامر ونؤمن به ايضا.. وندرك ايضا قضية استراتيجية اوروبية ومتطلب حقيقي للامن والاستقرار العالمي'. وقال إن السلام والاستقرار هو حق لكل فرد من افراد المنطقة, ولكل شعوب المنطقة من الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب علي حد سواء.. ويجب ان تكون هناك إقامة لدولة اسرائيلية وفلسطينية بناء علي السلام العادل والشامل من أجل تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة باثرها. ثم القي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيانياهو كلمة اعرب فيها عن سعادته لوجوده من أجل بدء الجهودالمشتركة في إقامة تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واعرب عن شكره للرئيس أوباما علي جهوده الدءوبة لتشييد هذا المسعي للسلام, كما قدم الشكر لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والسيناتور جورج ميتشل مبعوث السلام في الشرق الاوسط والادارة الامريكية علي جهودهم لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين اليوم. واعرب نتيانياهو عن شكره للرئيس مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله علي تكريسهما لهذا الجهد المهم لدعم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وقال نتيانياهو إن السلام الدائم هو السلام بين الشعوب, بين الإسرائيليين والفلسطينيين, ويجب أن نتعلم كيفية التعايش معا, وان نعيش جنبا إلي جنب ومع بعضنا بعضا. وأضاف' انني كنت أحمل قضية إسرائيل طوال حياتي ولكنني لم أحضر هنا لأقدم حججا بل لأقدم وأصنع السلام', مشيرا إلي انه لم يأت لكي يقوم بلعبة اللوم التي يخسر فيها كل الأطراف الذين لم يريدوا السلام. وأشار نتيانياهو إلي انه بدأ كلمته بالعبرية وهي' شالوم' أي السلام, لأن هدفه هو السلام وتحقيق سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين, ولا نسعي أبدا لفترة مختصرة أو استراحة قصيرة بيننا وبين الفلسطينيين وبين أطراف الارهاب, بل سلام ينهي النزاع بيننا للأبد وسلام سيمتد إلي أجيال وأجيال. وقال نتيانياهو' اتيت إلي هنا لتحقيق سلام يجلب فائدة دائمة لنا جميعا.. لم أحضر هنا لكي ابدي اعذارا أو مبرارات أو أن نصنعها بل حضرت لنتوصل إلي حلول'. ثم ألقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة أعرب فيها عن شكره للرئيس الامريكي باراك أوباما علي استضافته تمهيدا لإطلاق مفاوضات الوضع الدائم للتوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي حول كافة قضايا الوضع النهائي خلال عام واستنادا إلي قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والقانون الدولي. وقال اننا سوف نتوجه نحو اطلاق هذه المفاوضات اليوم ونحن مدركون للمصاعب والعقبات التي تقف أمامنا ومستوعبين لدروس التجارب السابقة, ونؤكد باسم منظمة التحرير الفلسطينية اننا سنعمل بكل تصميم وجدية ونية صادقة من أجل انجاح هذه المفاوضات. وجدد التزامه بتنفيذ كل ما يترتب من التزامات, داعيا الجانب الإسرائيلي لتنفيذ التزاماته وبخاصة وقف الانشطة الاستيطانية كافة. وأكد عباس أن الدعوة لتنفيذ الالتزامات وكذلك رفع الحصار المفروض علي غزة وانهاء الاغلاق والحواجز التي تخالف حق الفلسطينيين في الحياة والتحرك لا تشكل شروطا مسبقة وانما هي تنفيذ لتعهدات والتزامات سابقة. وأضاف عباس' اننا سوف نبذل كل جهد ممكن وبلا كلل أو ملل لكي تصل هذه المفاوضات إلي غايتها وأهدافها في معالجة جميع القضايا, قضايا المرحلة النهائية, القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والأمن والمياه, ومن ثم الافراج عن جميع المعتقلين بغية تحقيق السلام الذي تتوق إليه شعوب منطقتنا.. السلام الذي يحقق الحرية والاستقلال والعدالة للشعب الفلسطيني في وطنه والشتات والذي يعاني أشد المعاناة منذ عقود.. السلام الذي يصحح الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا والذي يحقق الأمن والامان له وللشعب الاسرائيلي ويفتح امامهما وأمام شعوب المنطقة حقبة من السلام العادل علي المسارات كافة وحقبة من الاستقرار والتقدم والرخاء. وقال الرئيس عباس إن تصميمنا هذا يستمد تشجيعا كبيرا من عزيمتكم فخامة الرئيس أوباما وجهدكم المتواصل منذ توليتم الرئاسة والروح الوثابة التي اطلقتموها في العالم, ومن رعاية لهذه المفاوضات المباشرة وعبر الدور المتميز لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والسيناتور جورج ميتشل وطاقمه. وأضاف أن مشاركة الرئيس مبارك والملك عبدالله دلالة علي الدور الجوهري والفاعل والمتصل لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية في دعم فرص تحقيق السلام, وهو دور متصل بالموقف الذي عبرت عنه مبادرة السلام العربية التي جسدت اجماع الدول العربية وبالتالي الدول الاسلامية ايضا علي تحقيق السلام الشامل والعادل علي المسارات كافة في منطقتنا بما في ذلك المسار السوري الإسرائيلي واللبناني الاسرائيلي وقدمت فرصة مخلصة وثمينة لصنعه. وأوضح أن حضور توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية معنا اليوم مؤشر بالغ الدلالة وهو الذي يتابع بجهود مشكورة منذ سنوات ما تقوم به السلطة الفلسطينية من عمل استثنائي لبناء مؤسسات الدولة. وقال عباس' لقد حان الان صنع السلام وانهاء الاحتلال الذي بدأ عام1967 ونيل الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال والعدالة, مشيرا إلي انه حان الوقت لتكون هناك دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلي جانب دولة إسرائيل ووضع حد نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط. وقال الرئيس عباس إن الشعب الفلسطيني المتسمك بحقوقه في الحرية والاستقلال هو الأكثر احتياجا للأمن والعدل والسلام لأنه الضحية والأكثر تضررا من استمرار دوامة الحروب والعنف, مشيرا إلي ان الشعب الفلسطيني يرسل رسالة إلي جيرانه الإسرائيليين والعالم بأسره بأنه الأحرص علي تدعيم فرص نجاح المفاوضات وانجاز اتفاق السلام العادل في أسرع وقت ممكن. وأضاف عباس انه بهذه الروح سنعمل لانجاح هذه المفاوضات ونثق باننا قادرون علي تحقيق مهمتنا التاريخية الصعبة وهي صنع السلام في أرض السلام. ووجه الرئيس الفلسطيني قوله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيانياهو' إن ما حدث بالأمس قمنا بإدانة هذا العمل إدانة شديدة, وما حدث اليوم ندينه أيضا', مشيرا إلي أن الشعب الفلسطيني لا يريد اطلاقا أن تراق قطرة دم لا من الاسرائيليين ولا من الفلسطينيين. وأضاف أن الشعب الفلسطيني يسعي ويريد السلام والعيش بشكل طبيعي مع شركائه وجيرانه إلي الأبد, داعيا نتيانياهو إلي توقيع اتفاق نهائي للسلام ينهي حقبة طويلة من الصراع وإلي الأبد.