أعطى الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث، مهلة شهرا للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) لإنتاج اللقاح البيطرى المصرى لأنفلونزا الطيور، الذى توصل إليه علماء المركز، فيما أكدت الشركة أنها لا تخضع لأى ضغوط لعدم الإنتاج، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل العمل على خط الإنتاج. وحذر الناظر الشركة بالبحث عن بديل فى حالة عدم إنتاج اللقاح خلال فترة المهلة وقال: «أرجو ألا نضطر فى النهاية للتعاقد مع وكيل أجنبى». وأضاف الناظر، فى تصريحات ل «المصرى اليوم»: «لا أجد مبرراً على الإطلاق للتأخر فى بدء إنتاج هذا العقار فى ظل وجود أزمة خطيرة صحية تواجه البلد»، مؤكداً «أن الأشخاص الذين يستوردون المصل من الخارج عندهم مصلحة فى عدم إنتاج هذا المصل محلياً لأن تجاربها ستقف». وأشار إلى إنه منذ توقيع العقد مع الشركة القابضة قبل شهر وهو على اتصال أسبوعى بالدكتور محمد ربيع، رئيس الشركة القابضة، «لاستعجاله لبدء انتاج العقار» موضحاً أن «الشركة القابضة تقول إنها تدرس شراء خطوط إنتاج جديدة، وأن إمكانياتها الإنتاجية لا تكفى احتياجات مصر.. وأنا فى رأيى أنه لا مانع من أن يبدأوا بإنتاج كميات محدودة»، لافتاً إلى أن «المدة التى من المفروض أن يستغرقها إنتاج هذا اللقاح هى 10 أشهر وليس عاماً ونصف العام كما تقول الشركة». وأضاف «أنه حتى هذه اللحظة مازلنا نتلقى عروضاً من شركات خاصة للتعاقد على إنتاج العقار»، موضحاً أنه حينما تم توقيع التعاقد مع الشركة القابضة لم يضع المركز القومى للبحوث أى شروط مالية لاستعجالنا لظهور العلاج قبل الموسم المقبل الذى يتوقع أن يكون أكثر شراسة.. وقلنا نمضى وبعدين نتفق على الفلوس». ومن جانبه تساءل الدكتور محمد أحمد، رئيس الفريق البحثى لإنتاج لقاح أنفلونزا الطيور، عما إذا كانت الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) قد تعاقدت مع المركز القومى «لإنتاج العقار أم لوضعه فى الثلاجة؟»، مؤكداً أنه «إذا وجدنا شركة قومية أخرى قادرة على إنتاج اللقاح سنفسخ التعاقد مع الشركة القابضة فوراً». وقال أحمد إن «المركز القومى فوجئ يوم التكريم بالمدة الزمنية التى حددتها الشركة القابضة لإنتاج اللقاح يوم الإعلان عنه»، مشيراً إلى أن «المركز توقع أن يكون إعلان هذه المدة الزمنية لتقليل ضغط الطلب أو تقليل الضغط الإعلامى» مضيفاً أنه «يبدو أنهم فعلاً ليس عندهم استعداد للإنتاج فى الوقت الحالى». وأوضح أن تفضيل المركز القومى للبحوث للشركة القابضة كان للوصول لسعر يكون مناسبا لمربى الدواجن لافتاً إلى «أن لقاحا مثل هذا فى ظل وضع البلد الحالى فى الاصابات بأنفلونزا الطيور كان من المفترض أن تهرع الشركة لإنتاجه». فى المقابل أكدت الدكتورة ماجدة رخا، العضو المتفرغ للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، أن الشركة لا تخضع «لأى ضغوط» لعدم إنتاج اللقاح، موضحة أن ما تم مع المركز القومى للبحوث هو «بروتوكول تعاون وليس تعاقدا» والهدف منه الاستفادة بالسلالة المصرية والخبرة المصرية. وشددت رخا على أنه «لا يزال هناك العديد من الخطوات قبل التعاقد على الإنتاج أولاها عمليات تقييم السلالة، التى عزلها المركز القومى للبحوث من قبل المعمل المركزى للرقابة على المستحضرات البيطرية بالعباسية، والتى لن تظهر نتيجتها قبل أسبوعين» موضحة أن البروتوكول الذى تم توقيعه هو «خطوة مبدئية ولا يوجد به أى جدول زمنى للإنتاج». وذكرت أن إنتاج لقاحات الأنفلونزا سواء للإنسان أو للحيوان له تكنولوجيا مختلفة عن تكنولوجيا إنتاج أى لقاحات أخرى، مؤكدة أنه «لا يمكن استخدام خطوط الإنتاج الحالية» لافتة إلى أن الشركة القابضة بدأت فى العمل على إنشاء خط مبدئى داخل أحد المبانى الموجودة فى الشركة كحل للاستفادة السريعة من السلالة المصرية، موضحة أن هذا الخط سيستغرق 8 أشهر لبدء إنتاجه، وأن سعته لن تكون أكثر من 100 مليون جرعة. وأضافت أن الشركة القابضة بدأت من أكثر من عام فى وضع تصور لخطة إنتاج لقاح بيطرى لأنفلونزا الطيور وأنهم بالفعل وفروا جزءا من الدعم المالى الذى قد يصل فى مجمله إلى 100 مليون جنيه.