ثلاثة من بين الأفلام الإسرائيلية الخمسة التى عرضت فى مهرجان «كان» هذا العام كانت ناطقة بالعربية مع بعض الحوارات بالعبرية، كما كانت العناوين باللغتين، ومنها فيلمان روائيان طويلان «يافا» إخراج كارين يدايا الذى عرض خارج المسابقة، و«عجمى» إخراج الفلسطينى إسكندر قبطى والإسرائيلى يارون شنى الذى عرض فى ختام برنامج نقابة المخرجين فى فرنسا، وهو أول فيلم روائى طويل إسرائيلى يشترك فى إخراجه مخرجان إسرائيلى وفلسطينى، وأول أفلامهما الطويلة فى نفس الوقت. قالت كارين يدايا فى تقديم «يافا» إنها أرادت فى فيلمها الطويل الثانى أن تصنع فيلمًا على طريقة الأفلام الميلودرامية المصرية، وتقصد بذلك أنها تأثرت بهذه الأفلام التى شاهدتها فى التليفزيون، كما تأثر بها الجمهوران الفلسطينى والإسرائيلى معًا، أى أنها أرادت أن تصنع فيلمًا لعامة جمهور السينما، ومن المعروف أن يافا مدينة تجمع بين اليهود والعرب من المسلمين والمسيحيين على نحو ربما لا يوجد فى أى مدينة فلسطينية أو إسرائيلية أخرى، وميلودراما «يافا» قصة حب بين فلسطينى وإسرائيلية، وتدور أحداث «عجمى» فى يافا أيضًا، وعجمى اسم حى من أحياء المدينة، ويتوجه الفيلم إلى عامة جمهور السينما بدوره، وأحد خطوط الدراما قصة حب أخرى بين فلسطينى وإسرائيلية. ولا شك أن اختيار الفيلمين فى مهرجان «كان»، وكذلك الفيلم الفرنسى «الزمن الباقى»، إخراج الفلسطينى إيليا سليمان والفيلم الأمريكى «أمريكا» إخراج الفلسطينية شيرين دعبس يعبر عن الرغبة العارمة التى تتعاظم فى كل العالم لإحلال السلام فى فلسطين بعد مرور 60 عامًا على استمرار الصراع منذ إنشاء إسرائيل عام 1948. وهناك أكثر من مشروع فيلم عالمى يؤكد هذه الرغبة، بمعنى أفلام توزع فى كل العالم عن طريق شركات التوزيع الكبرى، ومن هذه الأفلام «ميرال» الذى يخرجه الأمريكى جوليان شنابل، مخرج «جرس الغوص والفراشة»، عن حياة الممرضة الفلسطينية هند حسينى، وتقوم بدورها هيام عباس، والتى كانت تملك ملجأ للأيتام فى القدس عام 1948. والفيلم الجديد لفنان السينما البريطانى مايكل وينتربوتوم «الأرض الموعودة» الذى يدور فى نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو من أهم صناع الأفلام السياسية فى السينما المعاصرة، ومشروع المخرجة البرازيلية كاتيا لوند عن رواية سيد كاشيوا «الرقص مع العرب»، وهو كاتب من عرب إسرائيل. [email protected]