حذر المشاركون في مؤتمر «النوبة بعيون مصرية» الذي انعقد بنقابة الصحفيين، مساء أمس، من تجاهل حل المشاكل التي يعاني منها أهل النوبة، مشيرين إلى خطر تدويل قضيتهم الذي قد يفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي المصري. وحضر المؤتمر الذي نظمته لجنة الحريات بالنقابة العشرات من أهالي النوبة وعدد من الشخصيات العامة، حيث عرض فيلم تسجيلي عن النوبة بعنوان «قصة النوبة المنسية»، وأقيم معرض للرسوم والصور والمنتجات اليدوية النوبية. ودعا الروائي «علاء الأسواني» إلى الاعتراف بالخصوصية الثقافية لأهل النوبة كما يعترف الجميع بالخصوصية الثقافية للصعايدة والإسكندرانية والعرب، فهي ثقافة لا تتعارض مع الثقافة العربية أو الإسلامية، وإنما هي فصل من فصولها، مشيراً إلى أن مصر كانت ولازالت قادرة على احتضان الثقافات المتعددة، وحذر من سقوط بعض المصريين في مشاريع إستعمارية عن طريق السماح بتدخل أطراف أجنبية لحل قضاياهم داخل مصر قائلا: "هناك خيط رفيع بين المطالبة بالحق والسقوط في مشروع استعماري.. ولا أرى سبباً مقنعا للنوبيين أو الأقباط، ولا لغيرهم، لإدخال أطراف خارجية أجنبية في قضاياهم". وأضاف «الأسواني»: "استرداد النوبيين لأراضيهم التي تخلوا عنها من أجل مشروع السد العالي حق مشروع لهم، وليس تفضلاً من الدولة، وإنما هو أقل ما تقدمه لأهل النوبة الذين قدموا الكثير لمصر، ويكفي أن نتذكر أن الكهرباء التي تصلنا اليوم دفعوا هم ثمنها بالأمس، إلا أن سلب الدولة لحقوقهم ليس حالة منفصلة، بل يتصل بحالة الإضطهاد العام التي يعاني منها جميع المصريين". ومن جانبه، اعتبر «سعد هجرس»، مدير تحرير جريدة «العالم اليوم»، أن الولاياتالمتحدة عندما تتبنى قضايا النوبيين حيناً والأقباط أحياناً لا يكون ذلك بحسن نية ولا لأهداف بريئة، مطالباً بأن تحل مثل هذه القضايا "داخل الجماعة المصرية"، وأضاف أن المشكلة التي تدفع البعض للجوء إلى الخارج هي أن الدولة "ودن من طين وودن من عجين"، حتى أن بعض المسؤلين فضلوا منح أراضي النوبة لمستثمرين عرب بدلاً من إعادتها لأهل النوبة، معتبراً أن هذه السياسة "تهدم ميزة التعددية في مصر وتتعامل معها بشكل يفتقر إلى الحكمة والموضوعية والعدالة، وينطبق ذلك على النوبيين وبدو سيناء والأقباط أيضاً". وفي السياق نفسه، طالب «عصام شيحة»، المستشار القانوني لحزب الوفد، بمشاركة أبناء النوبة في مجلس الشعب كدائرة مستقلة يمثلها نائبان نوبيان، كما طالب بسرعة تكوين هيئة لإدارة الأزمة تعمل على تلبية مطالب النوبيين وأهمها العودة إلى الأراضي المحيطة ببحيرة السد العالي، وإعادة النظر في رفع قيمة التعويضات الخاصة بهم، بالإضافة إلى الاهتمام بالتنمية البشرية والإقتصادية والتعليم، مع ضمان حقهم في التمسك بهويتهم وثقافتهم الخاصة بجانب مصريتهم. وأنتقد «احمد إسحاق»، رئيس لجنة متابعة القضايا النوبية، تأخر الدولة في حل مشكلة النوبة مقارنة بسرعة حل مشكلات أخرى، قائلا: "الرئيس مبارك وحرمه أكدا على تعويضات منكوبي السيول بعد أيام فقط، ومشكلتنا عمرها 45 عاما وبحت أصواتنا من الحديث عنها والمطالبة بحقوقنا ولم يتم حلها"، مؤكداً أن أهالي النوبة ليسوا ضعفاء ولن يستسلموا أمام المستثمرين "المستفزين" الذين يريدون شراء أراضي النوبة.