الدعوة لترشيح «بوتفليقة» لولاية رابعة تشعل معركة الانتخابات الرئاسية القادمة

أشعلت الدعوة التي أطلقها أحد قادة حزب الأغلبية في الجزائر، للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، للترشح إلى ولاية رابعة في عام 2014 ، سباق الانتخابات الرئاسية مبكرا في ظل انقسامات متزايدة في الشارع السياسي بعد تعهد «بوتفليقة» بأن «جيل الاستقلال» أدى ما عليه ويتطلع لتسليم المسئولية للصف الثاني .
وجاء تدشين معركة الانتخابات الرئاسية بعد قيام النائب، بهاء الدين طليبة، عضو البرلمان والمسؤول في حزب الغالبية الجزائري «جبهة التحرير الوطني» بنشر إعلانا، الثلاثاء، على صفحة كاملة في جريدة «الخبر»، واسعة الانتشار، تدعو الرئيس إلى الترشح لولاية رابعة تبدأ في إبريل 2014 ، واعتبر صاحب الحملة وهو نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب «أن المشوار والعهد بين الشعب ورئيسه لم ينته بعد والتي بدأت عام 1999».
ويرى العديد من المراقبين في الجزائر بأن حملة «الولاية الرابعة » التي بادر بها برلماني «جبهة التحرير» ستكون بداية لحملة كبري قد تقودها تنظيمات جماهيرية مازالت تترقب «لحظة الصفر».
ويرفض «بوتفليقة»، الخوص في ملف ترشحه من عدمه لسباق الرئاسة في إبريل عام 2014 ، في حين يرجح مراقبون عدم ترشحه استنادا إلى خطاب ألقاه في ولاية سطيف في شهر إبريل الماضي أي قبل الانتخابات التشريعية التى جرت في مايو الماضي وقال فيه :« انتهي زمن جيلنا»، في إشارة إلى الجيل الذي قاد تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي عام 1962 .
فيما يرى مراقبون آخرون أن هناك رابطا بين إرجاء تعديل الدستور إلى العام المقبل واحتمال ترشح «بوتفليقة» على غرار ما حدث قبل الولاية الثالثة التى كانت في عام 2009، حيث قيام البرلمان بتعديل المادة الدستورية التي كانت تنص على تحديد فترة انتخاب الرئيس لمدة فترتين فقط مما سمح للرئيس الترشح لفترة ثالثة .
وفي ذات السياق، بدأت ترشيحات تضع رئيس الحكومة السابق، «علي بن فليس»، بين المتنافسين المفترضين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويخوض مناصرون ل«بن فليس» حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لدعم ترشحه لكن الرجل مازال ملتزما الصمت منذ خسارته في انتخابات عام 2004 أمام «بوتفليقة»، والتي شهدت أكبر استقطاب في تاريخ الجزائر المستقلة .
وقد لفتت الصحيفة في عددها الصادرأيضا الانتباه بخبر تصدر صفحتها الأولي يتعلق بنية رئيس الحكومة الأسبق، الترشح لانتخابات الرئاسة القادم .
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر مقربة من«بن فليس»، فضلت عدم الكشف عنها، أن رئيس الحكومة الأسبق اجتمع بالعديد من القيادات في جبهة التحرير الوطني، وأن هذا الاجتماع حضره أيضا مسؤولو منظمات وجمعيات ، مشددة على أن بن فليس كشف عن نيته في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة .
وأوضحت المصادر ، أن «بن فليس» أكد على أنه تلقي ضمانات من جهات عليا بأن بوتفليقة لن يترشح لولاية رابعة ، بسبب أوضاعه الصحية التي لم تعد تساعده على ذلك ، مشيرة إلى أن التحضير لهذا اللقاء تم في سرية ، وأن توجيه الدعوات تم عن طريق الهاتف ، لعدم لفت الانتباه والإبقاء على الأمر طي الكتمان لتفادي حرق أوراق علي «بن فليس» مبكرا.
وقام رئيس الحكومة الأسبق، وفق الصحيفة، بعرض لوضع البلاد ، مؤكدا لضيوفه في الاجتماع أن الجزائر حاليا غير قادرة على لعب دور ريادي في المنطقة، خاصة في ظل الثورات العربية التي غيرت الخريطة الإقليمية.