محمد أبوالغار: لا تفاوض مع الرئيس قبل إسقاط الإعلان الدستوري وحل «التأسيسية»

اعتبر الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن تراجع الإخوان المسلمين عن مليونيتهم تراجع سياسى أكثر منه لصالح حقن الدماء، وأنه لا مانع من تراجع الرئيس عن قراره للمرة الثالثة وستشكره القوى السياسية على قراره، ولكن تمسكه بالقرار سيزيد الغضب الشعبى ضده.
■ كيف ترى تراجع الإخوان عن مليونية الثلاثاء؟
- أعتقد أنهم لا يريدون صداماً مع الشعب الآن، ويخشون من أن يتحول إلى صدام دموى، لأنه سيفقدهم مصداقيتهم فى العالم كله، وسيخسرون تأييد الغرب، ويظهرهم كدولة فاشية بصفة مؤكدة، لذلك تفادوا هذا الخطأ حتى لا يتهموا بالفاشية.
■ إذن هو تراجع لحقن الدماء كما أعلنوا؟
- ليس بالضبط.. هم يعلمون أن المظاهرات الرافضة ستكون واسعة وحاشدة ولن يستطيعوا أن يقفوا أمامها، فالشعب بجميع طوائفه يقف ضد الإعلان الدستورى الفاشى الذى أصدره الرئيس، وإلا فلماذا لم يلغوا مظاهراتهم فى باقى المحافظات بدمنهور والإسكندرية.
■ الرئيس أعلن تفسيره للإعلان الدستورى.. ألا يطمئنكم هذا؟
- يطمئن من.. الإعلان الدستورى لا يحتاج لتفسير.. ده قانون.. والقاضى مش هيرجع يسأل الرئيس عن نيته فى المواد.
■ وماذا ستفعلون إذا لم يتراجع الرئيس عن الإعلان الدستورى؟
- سنستمر فى رفضه والاعتصام بميدان التحرير.. وسندعو لمليونية أخرى الجمعة المقبل.. فالمصريون فاض بهم الكيل ولا يمكن أن نصمت على قيام دولة فاشية بعد ثورة راح فيها مئات الشهداء وآلاف المصابين، وحتى لو صمتت القوى السياسية فالشارع لن يسكت، فهى ثورة شعبية وليست ثورة نخبوية، فالإعلان الدستورى بمثابة إعلان لتقسيم مصر.
■ أنتم تتحدثون عن أزمات سياسية ليس لها علاقة بالشارع.. والشعب غالبيته مع الرئيس؟
- لا.. مش صحيح.. والانتخابات الرئاسية أثبتت ذلك.. إلى جانب أن العدالة الاجتماعية غابت تماماً عن برنامج الرئيس.. ويكفى أن عدداً كبيراً من رجال الأعمال أعرفهم اتصلوا بى عقب صدور الإعلان الدستورى وأبلغونى بأنهم سيسحبون استثماراتهم، لأن مفيش حد فى العالم هيفكر يستثمر فى دولة يتخذ رئيسها هذه الإجراءات الاستثنائية، وهذا سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد المصرى وسيزيد معاناة الشعب.
■ ماذا لو دعا الرئيس للجلوس معكم مرة أخرى؟
- أعلناها فى جبهة الإنقاذ الوطنى أنه لا تفاوض قبل سحب الإعلان الدستورى وحل الجمعية التأسيسية أولاً.. ثم نجلس ونبحث كيف نخرج مصر من هذه الأزمة، خاصة الأزمة الاقتصادية. وسبق أن دعا مرسى، رؤساء الأحزاب ومرشحى الرئاسة قبل أسبوعين للقاءات منفردة، وسأل كل واحد فينا السؤال نفسه.. عايزين نحل مشكلة الجمعية التأسيسية رأيكم إيه؟ والجميع قدم له مقترحات وأفكارا، لكنه لم يتحدث مع أحد ولم يبد رأيه لأحد منا، ثم بعد هذه اللقاءات يصدر هذا الإعلان الدستورى الكارثى.. وكأنه كان يدعونا للحوار «عشان يعمل مصيبة».
■ ماذا لو لم يتراجع مرسى بعد مظاهرات اليوم؟
- سندعو لمليونية أخرى ومسيرات أخرى الجمعة القادم، وسنصعد بالوسائل السلمية المشروعة، ويجب أن يتعلم الرئيس مما حدث لمبارك، «مبارك لو كان سمع الكلام من الأول ماكنش حصل له اللى حصل»، العناد ليس فى صالح البلد، الكل يخطئ ويتراجع.
■ وماذا لو خرجت مظاهرات الإخوان مرة أخرى لتأييده أمام قصر الاتحادية؟
- ذهاب الإخوان لتأييد مرسى أمام قصر الاتحادية مرة أخرى سيكون نهاية للنظام، لأنه يعنى أن الرئيس كرس نفسه رئيساً للإخوان المسلمين فقط، ويكون فقد شرعيته.
■ وما المخرج من المأزق الحالى؟
- أن يعلن الرئيس إلغاء الإعلان الدستورى وحل الجمعية التأسيسية ويبدأ مشاورات جادة مع جميع القوى الوطنية لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تعبر عن جميع طوائف الشعب وتأخذ وقتاً كافياً فى كتابة الدستور، حتى يخرج دستور يعبر عن مصر بعد الثورة، يلبى طموحات كل المصريين، وليس دستوراً طائفياً يقسم الشعب ويزرع الفتنة بين فئاته، فما يحدث الآن فى الجمعية التأسيسية تهريج.. كل القوى المدنية انسحبت والكنيسة والصحفيون والمحامون والفلاحون.. يعنى مفيش حد بيعمل الدستور غير الإخوان المسلمين والسلفيين.