فى مثل هذا اليوم (13 نوفمبر من عام 1918م) وبعد يومين من إعلان الهدنة وانتهاء الحرب العالمية الثانية أبدى ثلاثة رجال رغبتهم فى مقابلة المعتمد البريطانى السير وينجت عبر وساطة من حسين رشدى باشا رئيس الوزراء ووافق المعتمد البريطانى وقابل الرجال الثلاثة الذين رغبوا فى التحدث عن مستقبل مصر وظل تاريخ هذه المقابلة المهمة عيدا قوميا يحتفل به، ذلك أن هذا اليوم كان الشرارة الأولى لثورة1919م فقد تلاحقت الأحداث حتى بلغت ذروتها وكان المعتمد البريطانى قد قال لرئيس الحكومة آنذاك رشدى باشا: «كيف سوغ سعد زغلول وعلى شعراوى وعبد العزيز فهمى لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الشعب المصرى؟» وقد أوحى هذا الاعتراض البريطانى بفكرة للرجال الثلاثة وسائر قيادات الوفد وهى الحصول على توكيل شعبى باعتبارهم يتحدثون نيابة عن الشعب فكانت عرائض جمع توقيعات الشعب رغم مصادرة السلطة لها وكان يتعين على الإنجليز أن يستوعبوا هذه الإرادة الشعبية الجماعية لكنهم تحدوها وقمعوها وكأنما أراد الله برفضهم هذا أن تندلع أول شرارة للثورة، وفى مثل هذا اليوم أيضا (13نوفمبر) ولكن (عام 1935) وفى سياق الاحتفال بعيد الجهاد وعلى إثر خطاب ألقاه السير صمويل هور وزير الخارجية البريطانى فى قاعة «جولد هول» فى لندن تناول فيه الحديث عن الدستور المصرى وقال إن بريطانيا نصحت بألا يعاد دستور 1923 ولا دستور 1930 فالأول غير صالح للعمل والثانى لاينطبق على رغبات الأمة وما إن أدلى صمويل هور بهذا التصريح إلا وكان له وقع الصدمة فى نفوس المصريين فاندلعت المظاهرات فى القاهرة وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وكان أول الذين استشهدوا إسماعيل محمد الخالع الذى كان عاملا فى سرادق الاحتفال وتجددت المظاهرات فى الأيام التالية وكانت أهم المظاهرات التى قام بها طلبة جامعة الملك فؤاد (القاهرة) التى تدفقت من الجامعة وعبرت كوبرى عباس وأطلق البوليس النار عليها فسقط كل من محمد عبدالمجيد مرسى الطالب بكلية الزراعة ومحمد عبدالحكم الجراحى الطالب بكلية الآداب وعلى طه عفيفى الطالب بكلية دار العلوم، كما استشهد فى طنطا الطالب بالمعهد الدينى عبدالحليم عبدالمقصود، ويذكر أن المهندس إبراهيم شكرى الطالب بكلية الزراعة وعضو حزب مصر الفتاة ومؤسس حزب العمل فيما بعد كان من بين المتظاهرين وسقط إلى جوار عبدالحكم الجراحى وظنوه قد استشهد وحملوه مع الشهداء إلى المستشفى وهناك اكتشفوا أنه مازال على قيد الحياة ليكتسب اللقب الذى لازمه طوال حياته وهو الشهيد الحى.