فى 13 نوفمبر 1918 توجه 3 من الساسة المصريين إلى المعتمد البريطانى السير ونجت، بعد أن أبدوا رغبتهم فى مقابلته، ليتحدثوا عن مستقبل مصر. وكان حسين باشا رشدى هو الذى توسط بينهم وبين السير لإتمام المقابلة، وظل هذا التاريخ 13 نوفمبر عيداً قومياً يحتفل به كل عام (عيد الجهاد)، حتى قامت ثورة 23 يوليو فتوقف الاحتفال به، بدأت ملحمة ثورة 1919 منذ ذلك اليوم. تسلسلت الوقائع وأخذت كل خطوة يترتب عليها أخرى حتى اندلعت نيران الثورة ومن ذلك أن المعتمد البريطانى، قال لرشدى باشا، رئيس الحكومة: كيف سمح سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الشعب المصرى، فكان أن أوحى هذا الاعتراض للوفد بعمل صيغة لتوكيل «الوفد» ليتحدث باسم الأمة، فكانت العرائض التى وزعت فى طول البلاد وعرضه، وأقبل الشعب بمختلف طوائفه على توقيعها وكان يتعين على الإنجليز أن يفهموا معنى ذلك ولكن شاءت الأقدار أن تكون سنة 1919 هى سنة الثورة، وكانت المقابلة بين المصريين الثلاثة والمعتمد البريطانى تم تحريرها فى محضر رسمى يعتبر أول وثيقة من وثائق ثورة 1919، ومن حسن الحظ أن سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى تركوا لنا محضرا رسميا بما جرى، وكان فهمى هو الذى حرر هذا المحضر وبالطبع راجع كل واحد من الثلاثة بدقة ما نسب إليه قبل أن يعتمدوا الوثيقة ويعتبروها الأساس الذى قام عليه الوفد.