عُرض مساء الخميس ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان أبوظبي السينمائي، الفيلم المصري «الخروج للنهار» للمخرجه هالة لطفي، في أول تجربة روائية طويلة لها، والتي اشتركت بها في إطار مسابقة أفاق جديدة. وشهد العرض حضورًا جماهيريًا جيدًا، كما حظي الفيلم بإشادات من معظم النقاد وصناع السينما الذين حضروا العرض، وقال فنشينزو بونيو مبرمج الأفلام العربية في مهرجان برلين: «لو لم يكن هذا الفيلم معروضًا هنا لكنت اخترته للمسابقة الرسمية في مهرجان برلين السينمائي المقبل»، بينما قال المخرج مجدي أحمد علي: «الفيلم يحمل رائحة سينما جديدة ومختلفة، ليس في مصر وحسب، لكن علي مستوى الوطن العربي، وهذا ما أكده أيضا الناقد كمال رمزي الذي وصف الفيلم بأنه من أفضل الأفلام المصرية التي عرضت خلال السنوات الأخيرة قائلًا:« نجحت مخرجته في نقل الحالة التي تريدها بجدارة، وكما نجحت في استقطاب الجمهور إليها في كل مشهد، وكان مستوى التصوير وشكل الديكور مبهرًا». وتقدم هالة لطفي في «الخروج للنهار» لغة سينمائية عالية، مرتكزة على معاني الصورة وخلق عالم خيالي مواز لهذا العالم، حيث يصور الفيلم شجاعة أم وابنتها في مواجهة عجز الوالد المشلول المتواجد في البيت لاحتياجه إلى عناية فائقة، وهو ما تقوم به الأم التي تعمل كممرضة له، بالتعاون مع ابنتها، حتى يعيش زوجها ووالد ابنتها حياة الكريمة. ويصور الفيلم عالمًا خاصًا داخليًا قبل أن يوضح لنا صورة الخارج المليئة بضجيج الثورات وصيحات الشارع وتحولاته السياسية والاجتماعية التي تعيشها مصر، وليكون بذلك فيلمًا قريبا من الانسان المصري في يومياته الصعبة. كما يصور الفيلم مواجهات الانسان مع العجز، خاصة حينما يعيش وسط طبقة محرومة فقيرة تتمرد على واقعها، رغم أن في داخلها ثورة مكبوتة، إلا أن هذه الطبقة تقبل في النهاية واقعها وتحاول التعايش معه. ويدور الفيلم حول يومًا واحدًا من أيام تلك العائلة، يمتد بالمشاهد إلى ما قبله وما بعده، ليروي تفاصيل تعايش أسرة مع مصيبتها بعد اصابة كبيرها بسكتة دماغية أفقدته الرغبة في الحياة. وأكدت «هالة» أثناء حوارها مع الجمهور بعد عرض الفيلم، أنها تعمدت الخشونة في كل مشاهدها حتي تخفي الجماليات، وأضافت: «نجحت في توظيف ذلك من خلال الديكور وطريقة التصوير وطبيعة العدسات، واستخدمت هذا الأسلوب حتى أكون أكثر واقعية». وتابعت «هالة»: «لقد واجهت صعوبة بالغة للعثور على الشقة الأساسية التي شهدت أكثر من 80% من أحداث الفيلم، لأنني كنت أبحث عن مواصفات خاصة، واستغرقت عملية البحث أكثر من عام، والمثير أنني عثرت عليها 24 يناير 2011 أي قبل الثورة بيوم واحد فقط، وقامت مهندسة الديكور بعمل تعديلات بسيطة عليها حتى تكون مناسبة للجو العام للفيلم». أما عن مشهد النهاية والذي يبدو عليه تعرضه لعملية بتر واضحة قالت هالة: «هذا المشهد كان مقصودًا، وتمت كتابته بهذا الشكل من البداية، وجاء المشهد بشكل مفاجئ وصولا إلى مشهد الحلم الذي تعيشه البطلة، ويعود استخدامي لهذا النوع من القطع ليتشابه مع (القطعات) العامة الأخرى الموجوده بالفيلم».