◄ مجدى أحمد على: فتحى عبد الوهاب حاول الهرب من مشهد الحمام الساخن فيلم «خلطة فوزية» لبطلته إلهام شاهين ومخرجه مجدى أحمد على كان أحد عناوين فرحتنا فى الأسبوع الماضى بعد فوز إلهام بجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان أبوظبى، فأن يحصل منتج مصرى سينمائيا كان أو فى مجال آخر على جائزة «دبى» فهذا يعنى أن هناك من هم على قدر التحدى، وفى مقر «اليوم السابع» كان تعبيرنا عن فرحتنا بكتيبة الفيلم فى ندوة شارك فيها الفنانة إلهام شاهين، والمخرج مجدى أحمد على، والفنان فتحى عبد الوهاب، ومؤلفة الفيلم هناء عطية، والفنان حجاج عبد العظيم، والناقد الدكتور رفيق الصبان، ومن أجواء الاحتفال بهم الى المناقشات عن الفيلم وظروفه جاءت فعاليات هذه الندوة رفيق الصبان لإلهام شاهين: ما سبب تحمسك لتقديم تلك الرواية التى كتبتها هناء عطية، وهل وجدت فيها مادة خصبة لفيلم يخرج عن كل التقاليد ويتعارض مع الأخلاقيات السائدة؟ إلهام: كان من الممكن أن أجسد القصة لو كانت تقليدية، ولكن لم أكن لأنتجها، لأننى كمنتجة لا بد أن أجد سيناريو يستفزنى، لأن السينما أعطتنى كل شىء جميل فى حياتى، فلا بد عندما أنتج فيلما أن يكون هدية للسينما، وأيضا أردت عمل معادلة فى أن يكون الفيلم شبابى به متعة وبهجة، وفى نفس الوقت يحمل رسالة وقيمة فنية. رفيق الصبان: كيف استطاعت إلهام شاهين تقديم تلك الجرأة الكبيرة فى شخصية «فوزية» وطرحها بهذا الشكل لأول مرة على شاشات السينما؟ إلهام: فوزية لها فلسفتها الخاصة فى الحياة فهى تتزوج عندما تريد، وتطلب الطلاق عندما تشعر بذلك، وعندما عرض الفيلم فى مهرجان ابوظبى أثنى عليه «بيتر سكارليت» مدير «مهرجان تريبكا السينمائى» الذى يرأسه روبرت دى نيرو، وأبلغنى بسعادته بمستوى الفيلم الرائع، وقال: «أنا غير مصدق لوجود سيدة تتزوج 5 رجال، وما أعرفه عن الإسلام أن العكس هو الذى يحدث حيث يتزوج الرجل 4 نساء، ووصف الفيلم بالجرىء». اليوم السابع: لماذا فضل المخرج مجدى أحمد على إخراج الفيلم وأجل تصوير مشاريعه الأخرى؟ مجدى: السيناريو كان قريبا جدا من الفيلم الذى أريد أن أنفذه، حيث دائما ما يعبر السيناريو عن 30 أو 40 % فقط عما أريده، لكن سيناريو «خلطة فوزية» تميز بأن كل شخصياته محسوسة وتظهر فيها روحها، وكنت سأخرج فيلما بعنوان «الشجيع» عن رواية لنفس المؤلفة هناء عطية لكن لظروف خارجة عن إرادتى لم أستطع تنفيذه، كما كان لدى مشروع فيلم آخر بعنوان «عصافير النيل» تأخر فى التنفيذ لأنه من نوعية الأفلام غير الجماهيرية. اليوم السابع: كيف كان لقاء فتحى عبدالوهاب فى أول المشاهد التى جمعته ب«فوزية»؟ فتحى عبدالوهاب ضاحكا: خصم من أجرى 5 آلاف جنيه لأننى تأخرت عن موعد التصوير نصف ساعة، و أول مشهد صورته كان فى «الحمام» واستغرق ربع ساعة فقط، لأن المخرج طلب منى تجسيد حالة معينة، وكان المشهد صعبا للغاية حيث كنت «أستحم» فيه بمياه شديدة السخونة، وكاد جسمى يتعرض للحرق، لكن المخرج أصر على استكمال تصوير المشهد. المخرج مجدى أحمد على مداعبا فتحى: « أصله بيتكسف، علشان كده كان عايز يهرب من المشهد»، وأحب هنا أن أوضح أننى لم أبذل مجهودا كبيرا مع فتحى أثناء التصوير، لأنه كان فاهم عمله جيدا، وليس فتحى فقط بل جميع طاقم الفيلم ومنهم حجاج عبدالعظيم الذى أقتنع جدا بموهبته الفنية ولكنه لم يجد حظه ولم يعبر عنها حتى الآن، وأيضا عزت أبوعوف، وهالة صدقى، ولطفى لبيب، وغادة عبدالرازق. فتحى عبدالوهاب: أريد لفت نظركم إلى أننى تعلمت من مجدى أحمد أن أتعامل مع الشخصية التى أجسدها بالكثير من «الحنية» وألا أكون عنيفا معها. رفيق الصبان: كيف كان شعور إلهام شاهين فى المشهد الذى تطلب غادة عبد الرازق منك فيه مشاركتها لزوجك لمدة يومين فى الأسبوع؟ وقبل أن تجيبى أحب أن أؤكد على أنه من أروع مشاهد الفيلم؟ إلهام: هذا المشهد من أكثر المشاهد الكوميدية فى الفيلم، حيث فوجئت بهيستيرية ضحك من الجمهور فى مهرجان أبو ظبى، لأنه موقف غريب ومشهد فريد من نوعه، كما أن المشهد التالى له أطلب من غادة فيه ترك زوجى لى، وهو يكمل الحالة العامة للفيلم، ويبرز حقيقة شخصية فوزية. اليوم السابع: من أين استمدت المؤلفة هناء عطية هذه النماذج غير العادية من الشخصيات التى طرحتها فى الفيلم؟ هناء عطية: هذه النماذج دائما ما أعبر عنها فى كتاباتى الروائية، لكننى أول مرة أجسدها فى عمل يكتب للسينما، وهى شخصيات حية تعيش بيننا وفى حاجة لإلقاء الضوء عليها. اليوم السابع: لماذا أصر المخرج على تصوير الفيلم فى أماكنه الطبيعية ونقل ديكورات بأكلمها لمنطقة التصوير فى منطقة «باسوس» الشعبية؟ مجدى أحمد على: أردت أن يكون الفيلم طبيعيا، وبنينا ديكورات فى أماكن طبيعية، لكن «بلدوزر» الأوقاف هدها، لذلك صورنا فى بيوت حقيقية تركها أهلها لنا، لكى نستكمل فيها التصوير، والديكور الوحيد الذى بنيناه هو ديكور «الحمام». إلهام: اختيار مجدى لهذه المنطقة العشوائية بجوار النيل، كان اختيارا مدهشا وخلق صورة رائعة، انسجمت مع الأحداث. حجاج عبدالعظيم: أهالى المنطقة تعاونوا معنا وتركوا منازلهم بإرادتهم وحبا فى الفن، ولكنهم كان يتجمعون حول أماكن التصوير وهذا أمر طبيعى. اليوم السابع: كيف رسمت إلهام شاهين تفاصيل شخصية «فوزية»؟ هى شخصية تتعامل مع الحياة بعفوية شديدة، وتأخذ كل شىء ببساطة، وتعيش «اليوم بيومه»، ولا تعمل حساب الغد، وهى تشبهنى إلى حد كبير، فأنا لا أنظر للغد بقدر نظرتى لليوم الذى أحياه، لذا لم أدخر شيئا رغم أننى أخذت من السينما الكثير، ولا أخفى أننى صرفت كل ما أملك لكى أنتج «خلطة فوزية». مجدى أحمد على: لا أخفى أن إلهام اضطرت إلى الاقتراض من البنوك لكى تصرف على إنتاج الفيلم بسخاء، ويظهر الفيلم بشكل متميز. رفيق الصبان: السينما تحتاج لنماذج مثل إلهام شاهين، وأطالبها بخوض تجارب إنتاجية أخرى، لأنها كممثلة أثبتت نفسها على مدار تاريخ فنى طويل، وصناعة السينما تحتاجها كمنتجة أيضا. اليوم السابع: هل شجعت جائزة أفضل ممثلة الفنانة إلهام شاهين على إنتاج أفلام أخرى؟ إلهام ضاحكة: أنتظر إيرادات «خلطة فوزية» أولاً بعد عرضه فى السينما، و شركة التوزيع أبلغتنى أن الفيلم سيعرض فى الأسبوع الأول من يناير المقبل، ولن أستطيع إنتاج أفلام إلا إذا كانت لدى أموال تكفى لذلك، وكما قلت مسبقا أنا صرفت كل ما أملك فى الفيلم. اليوم السابع: كيف يرى المخرج مجدى أحمد على مستقبل السينما حاليا؟ مجدى: أنا متفائل بعام 2009 حيث سيعرض خلالها حوالى 12 فيلما مختلفة عما هو سائد حاليا، وأعتبر العام المقبل بمثابة الفرصة لحدوث طفرة فى السينما. إلهام: أوضح فى هذ الإطار إلى أنه سيعرض لى فى العام المقبل فيلم «واحد صفر» الذى سيحدث انقلابا فى السينما، لأنه فيلم رائع، ويتطرق لقضايا جدلية وأجسد فيه شخصية سيدة قبطية متزوجة ولكنها تحب شخصا آخر، وتطلب الطلاق منه وتصر عليه، ويقف الفيلم فى وجه تابوهات ثابتة لدينا، كما سأدخل بطولة فيلم مع المخرج محمد خان بعنوان «ستانلى». اليوم السابع لإلهام: ما سر الهارمونى الذى يجمعك مع مجدى أحمدى على؟ إلهام: «هو وش السعد على» فمثلاً فيلم «يا دنيا يا غرامى» من أحب الأفلام الى قلبى، وأيضا حصد العديد من الجوائز، وكان له تأثير على الجمهور، كما أن مجدى من المخرجين النادرين الذين يصنعون فيلما ينجح جماهيريا وعلى مستوى المهرجانات أيضا. اليوم السابع: الفنان حجاج عبدالعظيم يجسد فى الفيلم دورا مختلفا عما اعتدنا على رؤيته فيه.. ما تعليقك؟ حجاج عبدالعظيم: شعرنا جميعا قبل تصوير الفيلم بأن هناك حالة خاصة يخلقها مجدى أحمد على فى الفيلم، وكان يخطط معنا ويدلنا على الحالة النفسية التى نعيشها ثم يتركنا لطبيعتنا أمام الكاميرا، لذا خرجت المشاهد طبيعية وبها أبعاد إنسانية مميزة، وعندما شاهدت نفسى على الشاشة لم أصدق أننى الذى جسدت هذه المشاهد، حيث كنت أرى صورة رائعة وإضافات خاصة بالمخرج مثل أن يظهر نور الشمس على خلفية وجهى، وأقصد هنا الحس التشكيلى الذى يتمتع به مجدى أحمد على، ومن أصعب المشاهد التى صورتها المشهد الذى أغسل فيه الميت عزت أبوعوف أحد أزواج فوزية - ولم أتوقع أن أكون بهذه الحالة من الشجن، وأدهشنى حرص المخرج على إظهار التفاصيل فى المشهد بحرفية شديدة. اليوم السابع: هل فعلا كانت هناك منافسة بين إلهام شاهين وبطلة فيلم سورى للفوز بجائزة أفضل ممثلة؟ إلهام فى حزم: «هذا الكلام غير حقيقى بالمرة، ومن روج له ناقد لا يحب الخير لأحد، ولا يفرح لفوز ممثلة مصرية بجائزة هامة، والدليل أنه أثناء توزيع الجوائز احتضننى رئيس لجنة التحكيم وقال لى: «هذه أكثر جائزة نشعر بأنها وصلت لمن يستحقها، وحصلت عليها عن طريق الجمهور، الذى صفق كثيرا أثناء وبعد عرض الفيلم» وأوضح لى أنهم حسموا الجائزة لصالحى بعد مشاهدته مباشرة، وكان هناك فيلم إيطالى بعنوان «دم ثائر» كان سيعطون بطلته مونيكا بيلوتشى جائزة أفضل ممثلة، ولكن ذلك كان قبل مشاهدة فيلمى»، وتستطيعون أن تسألوا الفنانة يسرا فهى كانت عضوة فى لجنة التحكيم. وتتوقف إلهام لتضيف: من حقنا أن نفرح «تعالوا نفرح» لأنها جائزة لمصر ولكل أبطال الفيلم وليست لى فقط. رفيق الصبان: المشهد الذى تطلب فيه غادة عبد الرازق من إلهام ترك زوجها لها يومين أكثر من رائع مجدى أحمد على: بلدوزر الأوقاف هدم ديكوراتنا، وأهالى باسوس تركوا لنا منازلهم لنصور بها. فتحى عبدالوهاب: تعلمت من المخرج أن أكون أكثر حنانا مع الشخصية التى أجسدها. حجاج عبد العظيم: عندما شاهدت نفسى على الشاشة لم أصدق أننى جسدت هذه المشاهد لمعلوماتك.. ◄ 6 مهرجانات دولية طلبت مشاركة الفيلم فيها ◄ 3 سنوات غابت خلالها إلهام عن السينما