طالب الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، دول العالم باتخاذ مواقف أكثر حزما لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، وسرعة البدء فى الإجراءات اللازمة وفق أسس علمية ومنهجية، بعيدا عن أى حسابات سياسية أو اقتصادية، موضحاً أن الدول النامية هى الأكثر تضررا من مخاطر هذه التغيرات. وحذر نظيف، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه المهندس ماجد جورج، وزير البيئة، خلال المؤتمر الدولى للأوزون الذى افتتح أمس فى مرسى علم بمشاركة خبراء وعلماء وممثلى 196 دولة على مستوى العالم، من تأثيرات خطيرة محتملة على مصر ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض وما يتبعها من آثار مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وتذبذب أحزمة الأمطار، وتأثر الإنتاج الزراعى والموارد المائية والتنوع الحيوى والسياحة، وزيادة حدة موجات الجفاف والفيضانات، وانتشار الأمراض، تهدد مصير سكان الأرض . وقال إن مصر تتفاوض حالياً مع دول العالم المتقدمة والنامية للوصول إلى اتفاق للتصدى للتغيرات المناخية، وذلك خلال مؤتمر يعقد الشهر المقبل بكوبنهاجن، موضحا أن التفاوض يتضمن محاور التخفيف والتكيف، ونقل التكنولوجيا والتمويل. وأعلن نظيف أن مصر ستكون شبه خالية من جميع المواد الضارة بطبقة الأوزون اعتبارا من يناير المقبل، منوها بأن المعونة المقدمة من الوكالات والمنظمات الدولية المنفذة لمشروعات التحول للبدائل الصديقة والتى يتم تمويلها بواسطة صندوق الأوزون المتعدد الأطراف، ساهمت فى خطة التخلص من المواد الضارة فى هذه التوقيت. وذكر رئيس الوزراء أن التخلص الكامل من جميع المواد الضارة بالبيئة، سواء المستنفدة لطبقة الأوزون أو المسببة لتفاقم ظاهرة الاحتباس الحرارى، يحتاج للتنسيق بين جميع المؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدنى. وطالب الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، المشاركين فى المؤتمر الدولى للأوزون، بتأجيل قرار الاستغناء عن أجهزة بخاخات الاستنشاق الخاصة بمرض الربو والأمراض الصدرية والتنفسية، لحين توفيق أوضاع مصانع الأدوية حتى تتمكن المصانع من تغيير خطوط الإنتاج واستيراد وإنتاج المواد البديلة لهذه الأجهزة. وقال الجبلى إن التأجيل سوف يمكن وزارة الصحة من إبلاغ شركات الأدوية بقرار حظر استيراد البخاخات قبلها بفترة كافية. من جانبه، قال الدكتور مصطفى كمال طلبة، خبير البيئة العالمى، إن 95% من علماء العالم فى مختلف المجالات يؤكدون حدوث التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة وغرق بعض المناطق فى العالم بسبب ذوبان الجليد فى القطب الشمالى وارتفاع منسوب سطح البحر، وأن 5% فقط من العلماء يتبنون وجهة نظر أخرى بأن درجات الحرارة لن ترتفع. وأضاف طلبة أن الرأى الأخير يوضع فى الاعتبار، لكنه لا يعبر عن شىء، مشيرا إلى إن هناك وجهتى نظر إحداهما تتوقع أن الأمطار والفيضانات سوف تنخفض، وبالتالى فإن مياه نهر النيل سوف تقل بنسبة 70%، بينما وجهة النظر الثانية ترى أن الأمطار والفيضانات سوف تتزايد فى منابع النيل، وبالتالى فإن مياه النهر ستزيد بنسبة 30%.