سؤال تردد كثيرا بذهنى فى الأيام الماضية وأنا أراقب كل ما أتير من جدل حول خطة القس الامريكى المتعصب تيرى جونز لحرق نسخ من القرآن الكريم فى ذكرى أحداث الحادى عشر من سبتمبر.. لماذا يريدون حرق القرأن؟ الخطوة فى حد ذاتها رمزية إلا أنها إستفزازية إلى حد بعيد فكيف يجرؤ إنسان عاقل على استفزاز أكثر من بليون ونصف بليون شخص على وجه الارض عن طريق حرق الكتاب الذى يقدسونه، قد يفسر البعض هذا بأن هذا الشخص مضطرب نفسيا يسعى إلى الشهرة وتسليط الأضواء عليه وقد يبرر له بعض المتعصبين تصرفه بأنه رد فعل لما حدث فى أحداث سبتمبر. ولكن لماذا الآن بالذات؟ ولماذا بعد ذكرى هذه الأحداث بتسع سنوات. ولماذا أقدمت كنيسة أمريكية أخرى على حرق القرأن بعد إلغاء جونز لخطته؟ الإجابه فى رأيي أن المتعصبين من الأمريكيين يخافون من الإسلام ويخافون من القرآن، وهو ليس خوفا منه بسبب ما يدعونه من أنه دين معادى للسلام ولو كلفوا أتفسهم دراسة الإسلام أو قراءة القرآن لعرفوا أنه أكثر الأديان دعوة للسلام. ولكنه خوف من قوة هذا الدين وقدرته على الانتشار بين الناس وعلى طرح الحلول لمشاكل حياتهم وملء ما يعيشونه من فراغ روحى. هؤلاء المتعصبين الذين يستغلون ما أتيح لهم من حرية وديموقراطية فى استفزاز مشاعر البشر وإثارة الفتن ينكرون فى الوقت ذاته على غيرهم من المسلمين حريتهم فى بناء مسجد لهم يؤدون فيه صلواتهم بشكل سلمى. ويعلنون قلقهم بشكل واضح من أن تتحول نيويورك لمدينه تشبه مكة. هذا بالإضافة إلى تبنى بعض الأحزاب السياسية كالحزب الجمهوري فى أمريكا وبعض الجمعيات الأهليه حملة شرسة ضد الإسلام يطمعون من خلالها أن يحصدوا أصوات الناخبين المتعصبين واللوبى اليهودى فى ظل الفشل الواضح للحزب الجمهورى فى طرح أى بدائل لما تعيشه أمريكا من مشاكل، ويتم التسويق لحملات معاداة الإسلام بشكل مباشر عن طريق محطات تليفزيونية مملوكة لجهات صهيونية تستطيع وبكل سهولة تشكيل الرأى العام الأمريكى وصياغته كما يريد أصحابها، وهذا ما يفسر كثرة حوادث الاعتداء على المسلمين فى الولاياتالمتحدة فى الآونه الأخيرة، ولعل أبرزها ما قام به أحد الشباب المتعصبين عندما قام بطعن سائق تاكسى مسلم عندما علم بديانته. ولكن رغم كل هذه الحملات العدائية ورغم كل محاولات الإساءة للإسلام فإن الإسلام يزداد قوة يوما بعد يوم، وقدسية القرآن فى قلوبنا باقية إلى الأبد واحترام العالم له ككتاب مقدس ظهر بشكل واضح فى ردود أفعال زعماء العالم على مخطط هذا القس السخيف. ومن وجهة نظري فإن هؤلاء المتعصبين بمحاولاتهم المسيئه للإسلام والقران سيدفعون العقلاء فى كل أنحاء العالم لدراسة هذا الدين وقراءة القرآن العظيم وتدبره وهو شىء فى صالحنا.