من منطلق أن الأحلام تتواجد مع وجود الحياة للبشر يبدأ الحلم السادس، وهو حلم المكاشفة بمعنى أن تسعى الحكومة لتولد الثقة بينها وبين الشعب وذلك بأن تجعل رضاء الشعب له الاولوية فى تنفيذ مهامها، أى أنها تشاركه معها فى اتخاذ القرار وأن تاخذ بعين الاعتبار والاهتمام رأيه فى جميع الأمور التى تتعلق به، وأن تعلن صراحة عن رأيها فى الأمور والقضايا التى تهمه فى المقام الأول، وألا تتركه يخمن لماذا لم توضح الحكومة الأمر، لأن ترك الحكومة المواطن فيه إهدار للطاقة البشرية للفرد فضلا على أنه قد ياخذه خياله بتصور أمور قد تفوق الواقع وألا يكون تعمد من جانب الحكومة فى عدم إعلان الحقيقة وتبعاتها فى الأمور المتعلقة بشكل مباشر بحياة المواطن، فعلى سبيل المثال إجراء الخصخصة بالرغم من أن تبعات الإجراء تمثلت فى زيادة نسبة البطالة و معدل الجريمة والقضايا فى المجتمع المصرى إلا أن الحكومة لم توضح بعد مصادر إنفاق الأموال المحصلة من برنامج الخصخصة. ومثال آخر الإجراءات المتخذة لزيادة معدلات النمو الاقتصادى فى مصر فإن الحكومة لم توضح بعد تاثير هذة المعدلات على الطبقة العريضة من الشعب المصرى، بل أنها أسرفت فى القول بأن الزيادة قد حدثت بالرغم من أن التاثير الأغلب يكون لجزء بسيط من الشعب المصرى، ومثال آخر مشكلة أولاد الشوارع فإنه بالرغم من أن الدرسات أكدت بأنها تعتبر القنبلة الموقوته الثانية بعد البطالة للقضاء على المجتمع المصرى بأكمله إلا أن الحكومة لم تعلن عن إجراءات جدية لحل هذة المشكلة، و مشكلة التعليم والبحث العلمى والصحة بالرغم من أنها امور يجب أن تكون فيها مصارحة بين الحكومة والشعب إلا أن الإجراءات الحكومية فى حل المشاكل مرتبط بشكل مباشر بأفراد وليس بسياسات، وكذلك مشكلة تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح فأنه بالرغم من أن الخبراء فى هذا المجال أوضحوا أن مصر بإمكانها تحقيق ذلك (طوال أكثر من ثلاثين عام) إلا أن الشعب لم ير إجراء من الحكومات المتعاقبة فى حل هذة المشكلة. حقيقة المشاكل كثيرة جدا وأنى أرى عدم الخوض فى سردها حتى لا يصاب قراء موقع المصرى اليوم بإحباط ولذا فأنى أكتفى بالقول بأن الوضع سيبقى على ما هو عليه، مالم تسعى الحكومة لكسب ثقة أفراد الشعب وزيادة إنتمائه للوطن. وأخيرا فأن أحلامى وأحلام البسطاء من الشعب لم تنتهى أبدا إلا إذا تحققت وهى دعوة لكل من يقرأ المقالة بأن يعلم بأن حلم الوصول إلى الأفضل والأحسن لن يموت طالما وجدت حياة . وإلى اللقاء فى حلم جديد بمشيئة الله.