تسليم كتب دراسية جديدة ل 17 طالبًا من مصابى حادث تروسيكل ترعة منقباد    حكم نهائي.. استبعاد هيثم الحريري من انتخابات مجلس النواب بسبب موقفه التجنيدي    25 فرقة مصرية وأجنبية تشارك في اليوبيل الفضي لمهرجان الإسماعيلية    محافظ الجيزة يشارك في مؤتمر إطلاق الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء الأخضر    فيديو.. المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يستعرض المكانة التاريخية والطفرة التنموية بالإسماعيلية    الرقابة المالية تلزم الشركات والجهات العاملة في الأنشطة المالية غير المصرفية بتعزيز بنيتها التكنولوجية والأمن السيبراني لديها    الصحافة الأجنبية عن عدم سماح إسرائيل بدخولها غزة: «لا مبرر»    انفجار داخل مصنع وسط روسيا يسقط 10 قتلى    «إكسترا نيوز»: ما يدخل غزة لا يزال نقطة في محيط الاحتياج الإنساني| فيديو    موعد قرعة دور المجموعات لدوري الأبطال والكونفدرالية    ضبط 9 أطنان دقيق بلدي مدعم بمخازن ومناخل غير مرخصة بالجيزة    عارفة عبدالرسول تتعاقد على «شمشون ودليلة» ل أحمد العوضي    بعد فيديو والدها بالذكاء الاصطناعي..حنان مطاوع: «بلاش نصحي الجراح»    «أنتم جزء من الحكاية»| يسرا تحتفل بنصف قرن من الفن والإبداع    نائب وزير الصحة يوجه بإنشاء عيادات للتأمين الصحي بمستشفى نخل المركزي    تمارين مثبتة علميا تساعد على زيادة طول الأطفال وتحفيز نموهم    معجنات الجبن والخضار.. وصفة مثالية لوجبة خفيفة تجمع بين الطعم وسهولة التحضير    محافظ كفر الشيخ: تسهيلات غير مسبوقة للجادين وإزالة معوقات التقنين لتسهيل الإجراءات    أندية وادي دجلة تحصل على التصنيف الفضي في تقييم الاتحاد المصري للتنس    التشكيل الرسمي لمنتخب مصر للسيدات أمام غانا في تصفيات أمم إفريقيا    وزير الثقافة: نساء أكتوبر المجيدات جسّدن أسمى رسائل الانتماء والعطاء    مساعد وزير الخارجية المصري: الاتحاد الأوروبي أصبح شريكًا اقتصاديًا بمعنى الكلمة لمصر    محافظ بني سويف يتفقد مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال المرحلة الثانية من تطوير نادي سيتي كلوب    الأنبا إبرهام: الوحدة المسيحية تحتاج إلى تواضع وحوار ومحبة حقيقية    وزارة التضامن تحدد آخر موعد للتقديم في حج الجمعيات الأهلية 2026    رسمياً.. الاتحاد يشكو حكم مباراته ضد الأهلي    باعتراف صحيفة صهيونية..جيش الاحتلال فشل فى تحرير الأسرى بالقوة العسكرية    حكم الشرع في خص الوالد أحد أولاده بالهبة دون إخوته    أسعار النفط تسجل 65.94 دولار لخام برنت و61.95 دولار للخام الأمريكى    نادي الصحفيين يستضيف مائدة مستديرة إعلامية حول بطولة كأس العرب 2025    حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 238 ألفا و600 شهيد وجريح    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في الشرقية    ب«لافتات ومؤتمرات».. بدء الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب في الوادي الجديد (تفاصيل)    بيتصرفوا على طبيعتهم.. 5 أبراج عفوية لا تعرف التصنع    العثور على جثة «مجهول الهوية» على قضبان السكة الحديد بالمنوفية    فاليري ماكورماك: مصر مثال عظيم في مكافحة السرطان والتحكم في الأمراض المزمنة    الداعية مصطفى حسنى لطلاب جامعة القاهرة: التعرف على الدين رحلة لا تنتهى    رفع 3209 حالة اشغال متنوعة وغلق وتشميع 8 مقاهي مخالفة بالمريوطية    البنك الأهلي يحصد شهادة التوافق لإدارة وتشغيل مركز بيانات برج العرب من معهد «Uptime»    رانيا يوسف تكشف الفرق الحقيقي في العمر بينها وبين زوجها: مش عارفة جابوا الأرقام دي منين!    السادة الأفاضل.. انتصار: الفيلم أحلى مما توقعته ولا أخشى البطولة الجماعية    مستشار رئيس الجمهورية ومحافظ أسوان يشيدان بمستوى التجهيزات التعليمية والخدمات المقدمة للطلاب    حجز الحكم على البلوجر علياء قمرون بتهمة خدش الحياء العام ل29 أكتوبر    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 139 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    نقابة السجون الفرنسية تندد بوجود ضباط مسلحين لحراسة ساركوزي داخل السجن    الزمالك يجهز شكوى لتنظيم الإعلام ضد نجم الأهلي السابق    الجيش الثالث الميداني يفتتح مزار النقطة الحصينة بعيون موسى بعد انتهاء أعمال تطويره    بسعر 27 جنيهًا| التموين تعلن إضافة عبوة زيت جديدة "اعرف حصتك"    الصحة توقع مذكرة تفاهم مع الجمعية المصرية لأمراض القلب لتعزيز الاستجابة السريعة لحالات توقف القلب المفاجئ    محمد صلاح.. تقارير إنجليزية تكشف سر جديد وراء أزمة حذف الصورة    شبكة العباءات السوداء.. تطبيق "مساج" يفضح أكبر خدعة أخلاقية على الإنترنت    تموين قنا يضبط محطة وقود تصرفت فى 11 ألف لتر بنزين للبيع فى السوق السوداء    مقتول مع الكشكول.. تلميذ الإسماعيلية: مشيت بأشلاء زميلى فى شنطة المدرسة    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    سعر اليورو مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 في البنوك المحلية    على أبو جريشة: إدارات الإسماعيلى تعمل لمصالحها.. والنادى يدفع الثمن    10 رحلات عمرة مجانية لمعلمي الإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



.. ولو يا سيادة النقيب

فى خريف عام 1978، وفى جلسة استماع عامة، كان يعقدها، كل أسبوعين، المرحوم «على حمدى الجمال» - نقيب الصحفيين آنذاك- للاستماع إلى شكاواهم وآرائهم، طلبت الكلمة لأعاتب النقيب على ما ورد فى البرقية التى أرسلها إلى الرئيس السادات، ونشرتها الصحف فى صباح اليوم نفسه، يهنئه فيها بسلامة العودة من واشنطن، بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد، ويقول فيها إنه باسم جميع الصحفيين المصريين، يعلن تأييدهم الاتفاقية التى تعيد الحقوق المشروعة للعرب.
كان من بين ما قلته أن الصحفيين قد انتخبوه نقيباً لهم، لكى يقودهم وينوب عنهم فى الدفاع عن حقوقهم الاقتصادية والمهنية، كالحق فى العمل وفى أجور عادلة، وفى خدمات تعينهم على القيام بواجبهم المهنى، ومساندتهم ضد تعسف أصحاب الصحف أو إداراتها، وإلزامهم - كذلك - بالقيام بواجباتهم تجاه هذه الصحف إذا ما تهاونوا فى أدائها، ولكى يخوض على رأسهم معارك الدفاع عن حرية الصحافة، وحملات التضامن مع الذين يقدمون للمحاكمة منهم بسبب اتهامهم بارتكاب جرائم نشر، ولكى يسعى لرفع المستوى المهنى للصحفيين..
وتطوير المهنة وترقيتها.. وأنه ليس من حقه، أو من حق مجلس النقابة، أن يتحدث باسم «جميع» الصحفيين، خارج هذه الحدود، لأن ما يجمعنا كأعضاء فى النقابة، هو مصالحنا الاقتصادية والمهنية، ولا شىء غير ذلك.. خاصة إذا كان رأياً سياسياً.
وفى أثناء المناقشة التى جرت بعد ذلك حول الموضوع، أضفت أن علينا أن نفرق بين «النقابة» - كهيئة اعتبارية - وبين الصحفيين كأعضاء بها، وبين الصحف كمجال يعملون فيه، وأن من حق كل صحفى - بمن فيهم النقيب - أن يؤمن بما يشاء من آراء سياسية، وأن يعبر عنها فى كتاباته، وأن ينشرها فى الصحف التى تتبنى رؤاه، أو تفتح صفحاتها لرؤى متعددة،
ومن حق الصحفيين المؤيدين - أو المعارضين - لكامب ديفيد، أن يصدروا بيانات يوقعونها بأسمائهم يعبرون بها عن موقفهم، أما النقابة فليس من شأنها أن تؤيد «كامب ديفيد» أو أن تعارضها، ولو أن النقيب كتب مقالاً فى «الأهرام» - التى يرأس تحريرها - يؤيد فيه الاتفاقية لما كان من حقى أن أعترض على موقفه فى اجتماع نقابى بل لرددت عليه بمقال أنشره فى «الجمهورية» التى أعمل بها،
بصرف النظر عن أننى منعت من الكتابة بها، منذ ثلاثة أعوام، وفصلت منذ عام بسبب آرائى السياسية، وواجب النقابة، والنقيب اللذين عجزا عن القيام به هو أن يدافعا عن حقى فى العمل، وحريتى فى التعبير عن رأيى، لا أن يقوما بما هو ليس مطلوباً منهما، ولا واجباً عليهما، وينوبا عنى وعن جميع الصحفيين فى التعبير عن آرائهم، وينسبا إليهم رأياً لا يجمعون عليه، وختمت كلامى مطالباً النقيب بأن يعيد إرسال البرقية بعد تعديل نصها ليكون «باسم جميع الصحفيين المصريين فيما عدا صلاح عيسى أعلن تأييد نقابة الصحفيين لاتفاقيات كامب ديفيد»!
تذكرت هذه الواقعة، وأنا أتابع حملة الدعاية التى صاحبت انتخابات نقيب الصحفيين، وشملت بيانات ومقالات وشائعات ومناظرات تليفزيونية تتسم بقدر كبير من التشوش الذى أصبح ظاهرة عامة، فى حياتنا الفكرية والسياسية، خاصة لدى شباب الصحفيين، الذين لا يعرف معظمهم الفارق بين دور «الحزب السياسى» ودور «النقابة المهنية» فضلاً عن أن معظمهم ليس عضواً فى أى حزب سياسى ولا هو ناشط فى أى عمل نقابى، لذلك أخذت المعركة الانتخابية أكبر من حجمها، وشغل الصحفيون بها الناس،
مع أن عددهم لا يتجاوز خمسة آلاف، أكثر مما شغلوهم بانتخابات المحامين الذين يصل عددهم إلى حوالى مائة ألف، وبدا وكأن الانتخابات قد تحولت إلى ساحة يُلعِّب فيها «الإخوان المسلمون» عضلاتهم الجماهيرية للحكومة، التى لعَّبت لهم عضلاتها القانونية، وقطعت عنهم الماء والنور والغاز، يساندهم فريق من الناصريين الذين يتوهمون أن تحالفهم مع الإخوان، سيحتفظ لهم بما يسمونه حقهم التاريخى فى أن تظل نقابة الصحفيين «قلعة ناصرية» من دون أن يتنبهوا إلى أنهم بما يفعلون منذ عشرين عاماً يلعبون دور حصان طروادة الذى سيحول النقابة إلى قلعة إخوانية..
يكون أول ما تفعله أن تفصلهم من عضوية النقابة، لأنهم ينتسبون للزعيم الذى تصفه أدبياتهم، وكل زعماء الحركة الوطنية، من «عرابى» إلى «سعد زغلول» بأنهم كانوا عملاء للاستعمار الصليبى وصبية للمبشرين!
وكان ذلك ما فعله المرحوم «إبراهيم الوردانى»، الذى كتب بعد أيام من المناقشة التى دارت بينى وبين النقيب عام 1978، مقالاً يطالب فيه بفصلى من النقابة، لأننى أعارض اتفاقية «كامب ديفيد» بينما قال لى النقيب بعدها بأيام: لقد أهدرت بما قلته مجهوداً كان يوشك على النجاح لإعادتك لعملك.. فأجبته: ولو يا سيادة النقيب.. رزقى على الله!
وذلك ما أعود لتكرار قوله!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.