رغم الانطلاقة الناجحة لبرشلونة واستعادة ريال مدريد بعض توازنه بعد بدايته المهتزة والمتواضعة هذا الموسم، بدأ الأمل يراود مشجعي أتلتيكو مدريد في تتويج فريقهم بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم في ظل الانطلاقة الرائعة للفريق ومزاحمته برشلونة على صدارة جدول المسابقة. ويرى المشجعون والنقاد أن الفضل الأول في هذه الطفرة الكبيرة للفريق هذا الموسم يرجع إلى نجاح مديره الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني في صبغ الفريق بشخصيته وإعادة الثقة للاعبيه. ورغم التعادل في أولى مبارياته بالدوري الإسباني هذا الموسم، انطلق الفريق بنجاح محققا ستة انتصارات متتالية في المباريات الست التالية بخلاف انتصارين في المباراتين اللتين خاضهما بدوري أبطال أوروبا. وجاء الفوز على ملقا بهدف في الدقيقة الأخيرة، الأحد الماضي، ليضاعف من آمال مشجعي الفريق في قدرة فريقهم على المنافسة بقوة في الدوري الإسباني هذا الموسم بعدما وضح الإصرار والتركيز والرغبة في الفوز ومواصلة الانتصارات على اللاعبين، وهو ما افتقده الفريق طوال السنوات الماضية. ورفع أتلتيكو رصيده إلى 19 نقطة ليزاحم برشلونة على القمة وإن تفوق برشلونة بفارق الأهداف. وتعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ أتلتيكو التي يحقق فيها الفريق تسعة انتصارات متتالية في مختلف البطولات التي يخوضها، حيث حقق ستة انتصارات متتالية في الدوري، إضافة لانتصارين في دوري الأبطال والفوز بكأس السوبر الأوروبي. كان فوز الفريق الأحد الماضي على ملقا 1/2 من الانتصارات التي تستحق أكثر من النقاط الثلاث التي حصدها الفريق، حيث جاء على منافس يتألق في دوري الأبطال هذا الموسم كما جاء بهدف في الدقيقة الأخيرة من اللقاء. وقبلها بثلاثة أيام فحسب، حقق أتلتيكو فوزا مشابها على فيكتوريا بلزن التشيكي بهدف أحرزه ماكسي رودريجيز في الوقت بدل الضائع من مباراتهما بدوري الأبطال. وتظهر هذه الثقة في تحقيق الفوز حتى اللحظات الأخيرة والإصرار عليه مدى تأثير سيميوني وما بثه من روح في الفريق. ولم يتسم سيميوني بأي دبلوماسية في احتفاله بهدف الفوز أمام فيكتوريا أو ملقا، بل انتشى بشكل واضح وصاح محتفلا بالفوز كما لو كان لاعبا في أزهى فترات مسيرته الكروية. وقبل 17 عاما، كان سيميوني واحدا من أبرز نجوم أتلتيكو عندما فاز الفريق بثنائية الدوري والكأس، وكان لاعبا له طابع خاص وصل به إلى قلوب المشجعين مثلما يفعل بالضبط حاليًا من فوق مقاعد الجهاز الفني. وذكرت صحيفة (إل باييس) الإسبانية مؤخرا أن أتلتيكو لديه نفس رصيد برشلونة ونفس طموحاته، ويتطلع للمنافسة والكفاح على أعلى مستوى. ويظهر هذا الطموح أيضا بوضوح على مشجعي الفريق من خلال حرصهم على الحضور في المدرجات بكثافة عددية في مباريات الفريق رغم تأثر مدرجات باقي الملاعب لمختلف الفرق بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها إسبانيا، حيث تبدو معظم المدرجات خاوية في العديد من المباريات. ويتعطش الفريق لمزيد من الانتصارات مع وجود الموهبة الرائعة التي تتمثل في المهاجم الكولومبي الخطير راداميل فالكاو جارسيا، الذي سجل ثمانية أهداف في سبع مباريات للفريق حتى الآن .