بالرغم من الصداقة القديمة وعلاقة الود والاحترام التى تجمع بيننا.. فإننى عاجز تماماً عن التعاطف الآن مع مجدى عبدالغنى فى أزمته الأخيرة.. لم تهتز مشاعرى ولم تدمع عينى وأنا أتابع مجدى عبدالغنى فى كل مكان يصرخ ويشكو الاضطهاد والظلم الذى يتعرض له من أهل الجبلاية وهم يتعمدون الاجتماع فى مكتب كبيرهم.. سمير زاهر.. بعمارات العبور فى طريق صلاح سالم، دون أن يسمحوا له بالجلوس معهم ومشاركتهم فى أى كلام أو قرار، ولست هنا أنوى الدفاع عن مجدى عبدالغنى أو التضامن معه ضد مجلس الجبلاية نكاية فى الاتحاد، وليس اقتناعاً بمجدى، ولا أنوى أيضاً إعلان الحرب على مجدى عبدالغنى بأوامر أو هدايا أو تعليمات من الجبلاية وأهلها، ولكننى بالفعل لم أعد أفهم ماذا يريد مجدى عبدالغنى على وجه الدقة والتحديد، فقد استقال الرجل قبل مباراة الجزائر فى القاهرة، وخرج للإعلام مرتدياً مسوح المقاتلين عن الشرف والمبادئ والنظام والأخلاق، يؤكد أنه استقال من الاتحاد لأن الفساد والفوضى داخله باتت أكثر مما يمكن احتماله والسكوت عليه، وفجأة، وبعد أربع وعشرين ساعة فقط، وحين أحس مجدى عبدالغنى أن زملاءه قد يقبلون استقالته، قرر التراجع عن تلك الاستقالة بدعوى عدم إرباك المنتخب القومى قبل مباراة مهمة مع الجزائر، وجرى مجدى عبدالغنى على المجلس القومى للرياضة ليطلب منه ورقة رسمية ومختومة بخاتم النسر تفيد أنه عاد فى استقالته ليبقى عضواً بمجلس إدارة اتحاد الكرة، وهى الورقة التى لم يعترف بها سمير زاهر أبداً ولايزال يرى أن قبول استقالة مجدى أو رفضها حق أصيل لاتحاد الكرة فقط دون الرجوع لأى هيئة أخرى، ولست هنا معنياً بالقوانين واللوائح إن كانت لاتزال لدينا قوانين أو لوائح، وإنما يعنينى فقط طلب تفسير واضح لهذا الموقف من مجدى عبدالغنى، ماذا كان السبب الحقيقى لاستقالته، ولماذا رجع فجأة فى استقالته رغم أن دوافعه وأسبابه للاستقالة بقيت كما هى، ومستحيل أن تتغير فى أربع وعشرين ساعة؟ وما الذى يعرفه مجدى عبدالغنى ويهدد به أهل الجبلاية حتى يضطران لعدم مواجهته ويهربوا كالفئران من الجبلاية ويجتمعوا فى إحدى شقق مصر الجديد، ويتخذوا فى تك الشقة قرارات رسمية فى جلسة غير رسمية، أم أن مسؤولى الاتحاد قرروا التحايل على حسن شحاتة فاتخذوا قراراً بالتعاقد معه لعامين آخرين فى جلسة غير سليمة ومطعون فى صحتها، حتى إن أرادوا الإطاحة بالرجل بعد أنجولا، أو عزوا لأحد الأتباع أن يطعن ويعترض فيصبح قرار التمديد لحسن شحاتة باطلاً، ولو كنت مكان مجدى عبدالغنى الآن، لما طاردت رجال الجبلاية طالباً عفوهم ورضاهم، ولتمسكت باستقالتى وأعلنت للناس كل ما أعرفه من أسرار وخطايا، وفضلت احترام الناس جميعهم على مقعد عضو مجلس إدارة، وأظن أنه قد آن الآن أوان أن نلتفت لكلمة استقالة فى الوسط الرياضى، فإن كانت هذه الكلمة مستحيلة ونادرة فى الوسط السياسى، فإنها فى الوسط الرياضى باتت كلمة مشبوهة وسيئة السمعة، كل من يطلب شيئاً أكبر من حقه يهدد بالاستقالة، وكل من يستهويه فجأة القيام بدور البطل الشريف يؤكد أن استقالته فى جيبه، وكنت أنا والناس نصدق ذلك فى أول الأمر، لكننا أخيراً تعلمنا أن الشرفاء حقاً يستقيلون بالفعل دون تهديد أو وعيد، الشرفاء فقط هم الذين لا يطلبون ثمناً لشرفهم ومواقفهم. [email protected]