هاجم عدد من قيادات الحزب الوطنى البيان الذى أصدره الدكتور محمد البرادعى، ووصفوه ب«الإعلامى» أكثر منه بالسياسى، وذلك «لبعده عن الواقع المصرى»، وقللوا من فرصة ترشيحه، وراهن البعض على أن الأحزاب سترفض هذا الأمر، مؤكدين أنه «لا البرادعى ولا غيره سيصمد أمام الرئيس مبارك فى أى انتخابات». وقال الدكتور على لطفى، رئيس وزراء مصر الأسبق، إن البرادعى إذا أراد أن يترشح للرئاسة فعليه أن يحترم الدستور المصرى أولاً، فلا يجوز أن يغير الدستور حتى يتم ترشيحه، خاصة أن المادة 76 وضعت النظام الأساسى للترشيح لهذا المنصب الرفيع، ومن يرغب فى الترشح يجب أن تنطبق عليه هذه الشروط، فقد انتهى عصر المرشح الواحد، والدستور كفل لمن يتقدم لهذه الانتخابات ولم يستطع جلب 250 عضواً من مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية، أو أن ينضم إلى حزب سياسى ويترشح من خلاله، وبالتالى ستكون هناك منافسة حقيقية. ووصف لطفى بيان البرادعى بأنه يصلح أن يكون برنامجاً له «ولما ينجح يبقى ينفذه زى ما هو عاوز»، أما أن نعدل الدستور من أجل ترشيحه فهذا كلام ليس منطقياً. واعتبر الدكتور جهاد عودة، عضو أمانة سياسات الحزب الوطنى، إعلان البرادعى عن نيته الترشيح ب«الغامض والمضطرب»، وقال ل«المصرى اليوم» إن الدكتور البرادعى سبق أن أعلن أنه سيتفرغ لكتاباته ومن قبلها تحدث عن انتخابات الرئاسة، وهو ما يعنى أنه لم يحدد بالضبط ماذا ينوى أن يفعل. وقال عودة: أنا كمراقب سياسى لا أرى فيه الجدية فى نزول الانتخابات، ولفت إلى أن الحزب الوطنى ليست لديه مشكلة أن يخوض البرادعى الانتخابات. كما أنه - والكلام لعودة - لم يوضح خطته وبرنامجه وعلى أى فئات المجتمع سيعتمد فى التصويت، وعليه أن يتعلم من أيمن نور رئيس حزب الغد الأسبق فى انتخابات الرئاسة 2005 عندما أعلن رسالته وبرنامجه ولم يطلب شروطا «وهذا هو الحديث عن الانتخابات»، أما ما أعلنه البرادعى فهذا «مش شغل انتخابات ده شغل إعلام أكثر»، لافتاً إلى أن فرصة الرجل ضئيلة للغاية لخوض الانتخابات، خاصة أن الأحزاب لن ترشحه لأن ترشيح البرادعى عن أى حزب معناه خروج رئيس الحزب من الترشيح، وهى مسألة تحكمها المصالح والحسابات. وقال المستشار فتحى رجب، عضو مجلس الشورى، إن الدكتور البرادعى لديه سمعة دولية طيبة وتوجه وطنى سليم وقوى وفعال، ولكن فكرة ترشيحه للرئاسة لها أبعاد أخرى كثيرة، وإذا أراد أن يترشح للرئاسة أمام الرئيس مبارك «فلا البرادعى ولا غيره سيصمد أمام الترشيح والمنافسه على هذا المنصب».