فى مديح الحديد..

استقر الحديد فى الوعى الشعبى المصرى باعتباره المعدن الأكثر صلابة، والنموذج الذى يضربون به المثل فى القوة، ويصفون الصحة الجيدة ب«زى الحديد»، والعلاقات القوية التى استمرت مع الزمن «جامدة زى الحديد»، الرجل القوى «جامد زى الحديد».
وعلى الرغم من أنه ليس معدناً نفيس فإن أهميته فاقت كل المعادن الأخرى، بل إنه دخل فى: المبانى، الكبارى، السيارات، جميع الأدوات، حتى الأطعمة معظمها يحتوى على معدن الحديد، والإنسان تضعف مناعته إذا انخفضت نسبة الحديد فى جسمه.
ومن خصائص الحديد أنه يتفاعل مع جميع المواد الأخرى.. ويدخل فى معظم تركيبات المعادن والسبائك.. ولأنه معدن استثنائى، ربما كان ذلك سببا لتحمل إحدى سور القرآن الكريم اسمه.
وكشف علماء فضاء مؤخراً أن عنصر الحديد لا يمكن له أن يتكون داخل المجموعة الشمسية، فالشمس نجم ذو حرارة وطاقة غير كافية لدمج عنصر الحديد، وهذا ما دفع بالعلماء إلى القول إن معدن الحديد تم دمجه خارج مجموعتنا الشمسية، ثم نزل إلى الأرض عن طريق النيازك والشهب. ومن هذا الشرح العلمى تتبين لنا دقة الوصف القرآنى فى قوله تعالى: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ» «الحديد: 25».
ولكن ما هو البأس الشديد وما هى المنافع التى أشار إليها القرآن بقوله: «فيه بأس شديد ومنافع للناس»؟
لقد وجد علماء الكيمياء أن معدن الحديد هو أكثر المعادن ثباتاً ولم يتوصل العلم، إلى الآن، إلى اكتشاف معدن له خواص الحديد فى بأسه وقوته ومرونته وشدة تحمله للضغط. وهو أيضاً أكثر المعادن كثافةً وهذا يفيد الأرض فى حفظ توازنها.
بشر قليلون يشبهون الحديد، فى مزاياه العديدة، فهو معدن جذاب، مغناطيسى التركيب، يجذب وينجذب لما حوله، وجيد التوصيل للحرارة، قاسيا مع من يعامله ببرود، دافئاً مع من يستشعر منهم دفئا، نشطاً ومتفاعلاً يتجاوب مع غيره من المعادن، كما أنه مرن وسهل التشكيل والاستجابة لمعطيات بيئته رغم تماسكه وصلابته الأصيلة، والأهم أنه نقى، وقليل الشوائب، وهذا للأسف عكس أناس كثيرين.
حقائق علمية
- 35% من مكونات الأرض من الحديد.
- يتميز الحديد بأعلى الخصائص المغناطيسية، وذلك للمحافظة على جاذبية الأرض.