بدأ فصل جديد من التوتر فى العلاقات الإسرائيلية التركية، عندما نددت إسرئيل بشدة، لم يسبق لها مثيل، برئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان، بعد تصريحاته النارية ضد إسرائيل وتهديداتها النووية للمنطقة خلال لقائه الأخير مع نظيره اللبنانى، سعد الحريرى، فى أنقرة، أمس الأول، فضلا عما أثاره مسلسل تركى من استياء إسرائيلى لتصويره اليهود كخاطفى أطفال ومجرمى حرب. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية فى بيان: «إسرائيل حريصة على احترام تركيا وتسعى لاستمرار العلاقات السليمة بين البلدين لكننا نتوقع المعاملة بالمثل» ووصفت تعليقات أردوجان بأنها «لمزة من لسان منفلت». وأضاف البيان: «لدولة إسرائيل الحق الكامل فى حماية مواطنيها من صواريخ حماس وحزب الله وإرهابهما والأتراك هم آخر من يمكنه تقديم موعظة أخلاقية لدولة إسرائيل وقوة الدفاع الإسرائيلية». ودعا أردوجان، أمس الأول، المجتمع الدولى إلى تبنى نهج عادل تجاه التهديدات النووية فى الشرق الأوسط وتوجيه تحذيراته إلى إسرائيل، كما يوجهها إلى إيران، وأكد أنه يحترم كلمته ولن يشارك مرة أخرى فى منتدى دافوس بعد مشادته مع الرئيس الإسرائيلى، شيمون بيريز، خلال المنتدى العام الماضى بسبب العدوان على غزة. وقال أردوجان خلال المؤتمر الصحفى مع الحريرى، أمس الأول، فى ختام مباحثاتهما إن إسرائيل لا تنكر أنها تمتلك أسلحة نووية، مطالبا الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن بأن تتوخى العدل وأن تراقب أسلحة إسرائيل النووية مثلما تفعل مع إيران، مشددا على أن تركيا لا ترغب فى امتلاك أى دولة من دول المنطقة لهذه الأسلحة. وأضاف أردوجان أن إسرائيل قصفت غزة مرة أخرى لأسباب غير واضحة، مؤكدا أن انتهاك إسرائيل للأجواء الفلسطينية ولمياهها الإقليمية هو أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن إسرائيل انتهكت 100 قرار للأمم المتحدة. وتزامن ذلك مع تصاعد التوتر فى العلاقات بين تل أبيب وأنقرة بانتقاد إسرائيل تركيا لبثها مسلسلا تليفزيونيا بعنوان «وادى الذئاب» يصور اليهود على أنهم خاطفو أطفال ومرتكبو جرائم حرب ويظهر عملاء من جهاز الموساد الإسرائيلى فى صورة سيئة، الأمر الذى دفع نائب وزير الخارجية الإسرائيلى، دانى إيالون، إلى استدعاء السفير التركى فى تل أبيب للاحتجاج على المسلسل بصورة وصفتها صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأنها «مذلة للسفير». وعلى ضوء هذه التطورات، يستعد وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، الأحد المقبل لزيارة عمل إلى تركيا فى خطوة لتهدئة الأجواء عبر إجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأتراك.