التطعيم الجماعى

من الأمور العجيبة بل المخزية أن يخرج وزير من الوزارة بهذا الأسلوب -المُهين- وأقصد بذلك خروج وزير التربية والتعليم الذى كان فى جولة ميدانية صباحاً، وصدر قرار الإقالة ظهراً!! فإذا كان هذا حال القيادة فى عدم احترام وتقدير وزيرها -مهما كانت كفاءته- فما ظنكم بموقف المواطن من الوزير؟! عموماً هناك أمور تحدث فى هذا الزمن لا مناص من قبولها على علتها، حيث إن هذه مقادير لابد لنا من قبولها!!
ولكن من المصادفات العجيبة أن الوزير كان قدوة فى الصباح للتلاميذ والمدرسين وكان أولهم فى أخذ التطعيم اللازم للوقاية من أنفلونزا الخنازير -كما لو كانت هذه هى لعنة الخنازير بجانب الأنفلونزا- فماذا لو (مَنَّ) الله علينا وتقدم رئيس الوزراء ومعه كل الوزراء دفعة واحدة وأخذوا التطعيم كما فعل وزير التعليم (السابق) أليس هذا درساً فى القدوة والشجاعة منهم جميعاً للشعب المسكين الذى يلاقى منهم (الأمرين)؟!..
عموما هذه دعوة من خلال منبرنا أن يتقدم نظيف ورجاله بالتطعيم، ونترك النتائج على الله وهو على كل شىء قدير!! فقد لا تكون الاستقالة أو الإقالة هى نتيجة التطعيم، بل ربما يكون قضاء الله أكبر من ذلك!! ويبقى سؤال مهم: ما معنى أن يوقع ولى أمر التلميذ على استمارة يقول فيها هل هو موافق على تطعيم ابنه أم لا؟
أعرف أننا كنا نتسابق على التطعيم ونذهب بأولادنا وأحفادنا إلى الصحة والمستشفيات والعيادات لأخذ اللقاحات والتطعيمات اللازمة.. أما السؤال: هل توافق أم لا توافق.. فهو أمر يثير الريبة والشك، وأكبر دليل على ذلك هو النتيجة السريعة والفورية لما حدث للوزير.. وعموماً لن أسمح لمن أحبه بأن يأخذ التطعيم.. حيث إننى أرى أن القدر المؤجل خير من القدر العاجل، ويبقى أن ننتظر جرعات التطعيم التى سيتم تصنيعها بمعرفتنا.. وربنا يستر!
حسن كمال الجزار -الإسكندرية