تكاد لا تخلو جامعة بريطانية من اتحاد للطلبة المسلمين، وتنشأ تلك الاتحادات وفقاً لقانون حريات تكوين المؤسسات التى تعبر عن الجماعات المختلفة المكونة للمجتمع، ولكن هناك علامات استفهام عديدة حول دور تلك الجماعات فى زرع مشاعر الكراهية للغرب وقناة لتجنيد المتطرفين أمثال عمر فاروق عبدالمطلب الذى حاول تفجير الطائرة الأمريكية بالقرب من ديترويت، وقبله رئيس اتحاد الطلبة المسلمين بجامعة لندن ميتروبوليتان عام 2006، الذى حاول مع آخرين تفجير طائرات متجهة إلى الولاياتالمتحدة من خلال استخدام مواد سائلة يمكن خلطها بمواد كيميائية تعمل على التفجير السريع للطائرات. المنوط بتلك الاتحادات الطلابية تنظيم أنشطة للطلبة كافة وليس المسلمين فحسب، وتنظيم إفطارات رمضان والتأكد من وجود حجرة للصلاة، وإن كانت تقوم بتلك الأنشطة فهناك أنشطة أخرى تقوم بها تساعد على التأثير على بعض الطلبة للانضمام لفكر التطرف والعنف وعدم تقبل المجتمع. على سبيل المثال هناك ندوات ومؤتمرات تنظمها تلك الاتحادات، وتدعو لها متحدثين يؤمنون بأفكار متطرفة ومضرة بالمجتمع، وهناك حالات كثيرة لهؤلاء المتحدثين مثل انجم شودرى الذى عمل مع عمر بكرى فى حركة المهاجرين وكون مؤسسة أخرى مؤخراً تدعى «الإسلام لأجل المملكة المتحدة».. وهناك متحدثون آخرون من حزب التحرير الذى وعد تونى بلير بحظره مسبقاً ولم يتم ذلك. إن فتح الباب واسعاً أمام تلك العناصر للتحدث إلى الشباب الجامعى المسلم يجعل منهم هدفاً سهلاً لتجنيدهم لأعمال مسلحة ضد أهداف إنسانية، ومن هنا لابد من التوقف أمام تلك الاتحادات الطلابية الإسلامية كإحدى القنوات التى تفرخ العنف والتطرف. يجب أن تكون هناك متابعة من قبل إدارة الجامعة حول الأنشطة التى تنظمها تلك الاتحادات للتأكد من عدم ظهور تلك العناصر فى الجامعات ومنعهم من التمتع بتلك الفرصة لنشر أفكارهم السامة فى الشباب المسلم، ولا يجب أن تجد الجامعة غضاضة أو حرجاً من القيام بذلك الأمر حفاظاً على الشباب المسلم فى المقام الأول وحماية لأمن المجتمع من جانب آخر. النقطة الأخرى فى هذا الخصوص هو الحاجة إلى دور قوى للجالية الإسلامية فى دعم تلك الاتحادات وإرشادها فى اختيار الموضوعات والأنشطة وإعطاء النصح لها، فمن خلال قصة عمر فاروق تبين أنه شعر بالوحدة وعدم وجود أصدقاء له فى بريطانيا، وبالتالى كان صيداً سهلاً لعناصر القاعدة.. لو وجد هناك من يرشده ويساعده فى ذلك الوقت من الجالية الإسلامية لكان قد سلك طريقاً آخر. ومن هنا أنادى أن تكون هناك هيئة تابعة للجالية الإسلامية تكون مهمتها رعاية اتحادات الطلبة الإسلامية فى الجامعات البريطانية، يضاف إلى ذلك هناك مسؤولية كبيرة على عاتق أساتذة الجامعة والإداريين فى التعاون مع الأجهزة الحكومية المعنية فى القضاء على التطرف داخل الجامعات، يذكرنى هنا أن هناك محاولات من جانب الجهاز التعليمى البريطانى جرت عام 2006 لأجل تعاون أساتذة الجامعات مع الشرطة للإبلاغ عن الطلبة المتطرفين، وحدثت معارضة شديدة لتلك المحاولات ولم يتجسد ذلك التعاون بين الجهتين.. وكان سبب المعارضة هو أن ذلك يعنى تجسساً على الطلبة، ولا يعقل أن يقوم أساتذة الجامعة بهذا الأمر، كنت مع تلك المحاولات لأننى أرى أنها ليست تجسساً على الطلبة بقدر أنها حماية للطلبة المسلمين أولاً والمجتمع ككل. والدليل على منطقية وجهة نظرى هو قيام والد عمر فاروق بإبلاغ أجهزة المخابرات المختلفة حول تصرفات ابنه الغريبة وميوله المتطرفة ولو قامت أجهزة المخابرات بتبادل المعلومات لما حدث ما حدث. فى النهاية أود القول إنه يجب إعادة النظر فى دور اتحادات الطلبة الإسلامية فى بريطانيا حتى تقل منافذ تجنيد المتطرفين دون حرج أو حساسية، لأن سلامة المجتمع ومواطنيه يجب أن تكون أولوية كل فرد. أكاديمى مصرى مقيم فى بريطانيا