استيقظت مدينة نجع حمادى، أمس، على مقتل 6 من المسيحيين وعريف شرطة مسلم وإصابة 9 آخرين، من قرية بضابا. الواقعة أعادت إلى الإذهان أحداث أبريل من العام الماضى، وهو الحادث الثانى خلال 9 أشهر فى ظل وجود اللواء محمود جوهر، مساعد وزير الداخلية لأمن قنا، بالإضافة إلى مصادمات بين مسلمين ومسيحيين فى مركزى فرشوط وأبوتشت، أسفرت عن قتلى ومصابين، واتهم مسيحيون أجهزة الأمن بالتقصير فى تأمين الكنائس أثناء الشعائر الدينية، خاصة فى الأعياد. كانت قرية «حجازة قبلى»، التابعة لمركز قوص، شهدت فى 20 أبريل من العام الماضى مصادمات بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية بسبب خصومات ثأرية قديمة، وأطلق 4 مسلمين الرصاص على 3 مسيحيين أثناء خروجهم من الكنيسة بعد حضورهم قداس عيد القيامة.. ولقى اثنان مصرعهما وأصيب الثالث بعدة طلقات، نقل على إثرها فى حالة خطرة إلى مستشفى الأقصر الدولى. وكشفت التحريات أن الخصومة الثأرية قائمة بين العائلتين منذ 4 سنوات وألزمت أجهزة الأمن وقتها أفراد العائلة المسيحية بترك القرية، خوفًا من الثأر وهدأت الأوضاع بعد رحيلهم.. لكنهم عادوا للاحتفال وسط أسرهم بعيد القيامة، مما أثار حفيظة أفراد عائلة «الهدايل المسلمة» لأخذ ثأر ابنهم، فأعدوا الأسلحة الآلية وانتظروا أمام الكنيسة وعقب انتهاء القداس خرج المجنى عليهم الثلاثة فلحق بهم المتهمون وأطلقوا عليهم الرصاص، وتوجه المتهمون إلى منازلهم وأطلقوا مئات الأعيرة النارية احتفالاً بأخذ الثأر وهربوا إلى الجبل. قال الأنبا «كيرلس»، أسقف نجع حمادى، إن ملثمين يحملون بنادق آلية فتحوا النار على المسيحيين عند خروجهم من الدير وأضاف أن المجهولين انطلقوا بسيارتين ملاكى «فيات» ولقى 3 مصرعهم أمام الدير ونقل 5 آخرون إلى المستشفى فى حالة حرجة وسط الصرخات، وانتقد الأنبا كيرلس عدم تحرك الأجهزة الأمنية، لافتا إلى أنه لم يكن هناك تأمين كاف للكنائس فى هذه المناسبة، التى تستوجب على الأمن اتخاذ احتياطاته، كما انتقد غياب الدور الأمنى، خاصة أن محافظة قنا بها احتقانات طائفية عقب أحداث العنف، التى تعرض لها مركزا فرشوط وأبوتشت نهاية 2009، وأشار إلى أنه فى اتصال مستمر بالمقر البابوى لإطلاعهم على تداعيات الأوضاع، ونفت مصادر أمنية التقصير فى تأمين أى مناسبات دينية خاصة الكنائس والمساجد. وقالت: إن عريف الشرطه حاول التصدى للسيارة التى أطلق منها المجهولون النيران ولقى مصرعه.