سلم المتهمون فى مذبحة نجع حمادى أنفسهم ظهر أمس لقوات الأمن التى حاصرتهم فى زراعات القصب بين مدينتى نجع حمادى وفرشوط. وقال اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا أن مفاوضات قد جرت بين أجهزة الأمن والمتهمين لتسليم أنفسهم أحياء. وكشفت التحريات أن مرتكبى الجريمة، التى أسفرت عن مقتل 7 أقباط وجندى مسلم وإصابة 8 آخرين، هم محمد أحمد الكمونى، مسجل خطر، وشاركه كل من هنداوى محمد سيد وآخر يدعى قرشى أبوالحجاج. وكشف تقرير المعمل الجنائى الأول فى الحادث إن منفذى الهجوم استخدموا سلاحا آليا روسى الصنع، وأنهم أطلقوا عدة رصاصات فى الهواء أمام الكنيسة فى شارع بورسعيد، أثناء خروجهم من قداس الاحتفال بعيد الميلاد بمطرانية نجع حمادى وكنيسة العذراء قبل أن يطلقوا 21 رصاصة تجاه المجنى عليهم، أودت بحياتهم على الفور. وقال مصدر أمنى إنه تم استخراج عدد من الرصاصات من أجساد المجنى عليهم والتحفظ على عدد آخر كانت متناثرة فى مناطق متفرقة من موقع الحادث. وكانت الأجهزة الأمنية قد ضبطت السيارة رقم 21576 ملاكى قنا ماركة فيات 132 التى استخدمها الجناة فى ارتكاب الحادث. وقال المصدر إن المتهم الأول محمد الكمونى يقيم بمنطقة الساحل التابعة لمدينة نجع حمادى، وسبق اعتقاله 5 مرات بتهم اعتداء على مسلمين ومسيحيين فى نجع حمادى، وكذلك ارتكابه جرائم جنائية حيث قتل شخصين منذ عامين فى سوق الاثنين التابع للمدينة باستخدام السنج وتم الإفراج عنه فيما بعد. وحاصرت قوات أمنية مكثفة تابعة للأمن العام وأمن الدولة والقوات الخاصة تلك المناطق، وضيقت الخناق على المتهمين قبل تسليم أنفسهم. لكن عددا من الأهالى استبعد أن يكون الكمونى هو مرتكب المذبحة مدللين على ذلك بأنه أصبح لديه منزل وأسرة عقب خروجه من المعتقل. وأعلن الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى فى مؤتمر صحفى بمطرانية نجمع حمادى أمس عن استياء البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية من الحادث. وأكد كيرلس أن الكمونى مستأجر للقيام بالمذبحة وأن السيارة التى استقلها ملك لشريكه فى الجريمة سعيد السمان، مشيرا إلى أنه كان المستهدف بعد رفضه اتمام صلح فرشوط لعدم حصول الأقباط على تعويضات مناسبة. من ناحية أخرى شنت أجهزة الأمن حملات أمنية مكثفة قبل القبض على الجناة على عدة قرى تابعة لمدينة نجع حمادى منها قرية البهجورة اعتقادا بأن المتهم الرئيسى حمام الكمونى مختبئ بها، إلا أنهم فوجئوا بقيام عدد من المسلمين بالهجوم المسلح على منازل المواطنين الأقباط. وأسفرت المصادمات عن إشعال النيران بمعرض موبيليات مملوك لقبطى يدعى صبرى عبدالمخلص، وتظاهر المئات من أقباط القرية وتجمعوا فى دير الأنبا بضابا. وسادت حالة من الغضب بين أهالى الضحايا بعد أن منعت قوات الأمن الأهالى من تشييع ضحاياهم خوفا من وقوع مصادمات طائفية أخرى، حيث اقتصر التشييع على عدد قليل من أقرباء الضحايا. كما انتشرت قوات الأمن فى كل المناطق بنجع حمادى وتحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية لمنع تصاعد الاشتباكات واستمرار حالة الهدوء التى شابها الحذر ليلة أمس الأول. وكان مصادمات فى المدينة قد أعقبت الحادث،حيث اقتحم مئات الأقباط مستشفى نجع حمادى، وكسروا مداخلها، وأحرقوا عددا من المحال تجارية وحطموا عددا من السيارات، وهاجموا سيارات الشرطة، وقوات الأمن المركزى، مرددين هتافات، «بالروح بالدم نفديك ياصليب»، وردت أجهزة الأمن على المتظاهرين، بقنابل مسيلة للدموع، والرصاص المطاطى. كان بيان الداخلية، قد أرجع الحادث إلى انتقام شخصى من أحداث فرشوط،التى وقعت فى نوفمبر الماضى، عندما استدرج بائع طيور قبطى، فتاة قاصرة مسلمة واغتصبها، ونتج عن الواقعة وقتها تجمهر الأهالى وتحطيمهم ل39 محلا تجاريا، وإشعال النيران بها.