وصل إلى مطار القاهرة الدولى، فجر أمس، 265 إسرائيليا قادمين من تل أبيب على متن طائرة خاصة، لحضور الاحتفال بمولد أبوحصيرة، ليصل بذلك عدد الإسرائيليين الذين وصلوا حتى أمس للاحتفال بالمناسبة إلى 564 شخصا بعد أن أقلت ثلاث رحلات خاصة، وصلت أمس الأول، 299 شخصا، وينتظر أن يصل العدد إلى أكثر من 600 شخص، فيما قامت الشركات المصرية التى تتولى ترتيب الزيارة لهذه المجموعات بحجز أماكن لهم فى 4 فنادق بالقاهرة وفندقين بمدينة الإسكندرية، وبدأوا تحركهم لمحافظة البحيرة عقب تلقى التعليمات الأمنية، حيث وصل بالفعل إلى مكان الاحتفال بقرية دمتيوه بالبحيرة 004 شخصا. قالت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولى إن من بين الإسرائيليين، الذين وصلوا حتى أمس، 40 حاخاما ورجل دين يهوديا، منوهة بأن السلطات الأمنية المصرية اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتأمينهم منذ وصولهم لمطار القاهرة ومرورا بأماكن إقامتهم بالفنادق المصرية، فضلا عن تأمين وصولهم إلى قرية دمتيوه التابعة لمركز دمنهور، مشددا على أن الترتيبات الأمنية سوف تستمر على أعلى درجة لحين الانتهاء من الاحتفالات. ومع بدء الزيارات اليهودية للاحتفال بذكر وفاة أبوحصيرة، الذى يلقبونه ب«الرابى»، تحولت دمنهور منذ صباح أمس إلى ثكنة عسكرية، وانتشرت قوات الأمن المركزى وقوات أخرى بالملابس المدنية فى قرية دمتيوه وعزبة سعد وأبوالريش، خصوصاً المنطقة عند الكوبرى المؤدى إلى القرية، التى تواجدت فيها نحو 10 سيارات أمن مركزى، ومنعت قوات الأمن الصحفيين من التواجد بالمنطقة، وقامت الشرطة بتخصيص سيارات لنقل الصحفيين ومندوبى القنوات التليفزيونية إلى خارج مدينة دمنهور. كانت القوى الوطنية بالبحيرة وعدة محافظات تخطط للقيام بوقفة احتجاجية، ظهر أمس، أمام كوبرى أبوالريش، إلا أن الأمن استبق الوقفة وألقى القبض على 3 من أعضاء حركة كفاية بالبحيرة، وهم الدكتور عادل العطار منسق الحركة بالمحافظة، وسعيد عبدالمقصود وكمال فايد، بتهمة الانتماء لجماعة محظورة (كفاية)، وتوزيع منشورات ضد الزيارات اليهودية لأبوحصيرة، وتم عرضهم على نيابة دمنهور التى أمرت بطلب تحريات مباحث أمن الدولة عن التهم الموجهة إليهم. واضطرت القوى الوطنية إلى تغيير الوقفة، وعقد مؤتمر صحفى بمقر حزب الغد بدمنهور، وحضره ممثلون عن حزبى «الغد» و«الناصرى» فضلا عن جماعة «الإخوان المسلمين»، وحركة «كفاية». وقال جمال منيب، أمين تنظيم الحزب الناصرى: «إذا كانت جيوش الأمن منعتنا هذا العام من اعتراض الصهاينة بالطرق السلمية، فإننا فى العام المقبل سنعترضهم بالطرق السلمية وغير السلمية، ولا يقل أحد إننا إرهابيون لأنهم لم يحترموا أحكام القضاء».وقامت القوى الوطنية عقب المؤتمر بتنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة دمنهور شارك فيها نحو 60 شخصا، وقامت قوات الأمن بالملابس المدنية بتفريق الأهالى الذين تجمعوا حول المحتجين، وطالبوا بالإفراج عن أعضاء «كفاية» المحتجزين، وحملوا خلالها علم فلسطين وهتفوا «يادى الذل ويادى العار.. الصهاينة فى قلب الدار». فى سياق متصل قال اللواء محمد رضا داود، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السياحية، إن عددا كبيرا من الشركات السياحية المصرية الصغيرة استغلت عدم إقبال الشركات الكبيرة على المشاركة فى تنظيم زيارة لليهود للاحتفال بمولد أبوحصيرة، وتقدمت بطلبات لوزارة السياحة ولشرطة السياحة والآثار للحصول على التصريحات الأمنية اللازمة لاستقدام أفواج سياحية من الدولة العبرية، ونجحت فى ذلك نظرا لأن حكم المحكمة الإدارية بمنع الاحتفالات بالمولد غير ملزم للإسرائيليين، كونه لم يمنع الزيارة للضريح، معتبرا أن مصر كقوة سياحية كبرى فى المنطقة لا يصح أن تمنع جنسية بعينها من زيارة المعالم المصرية السياحية، خاصة أن الإسرائيليين متواجدون فى شرم الشيخ وطابا وعدد من المدن الأخرى كسائحين. إلى ذلك ذكر موقع كيكار هاشبات العبرى المتخصص فى تغطية شؤون اليهود الحديديم، أن هناك ألف إسرائيلى حجزوا للسفر إلى مصر لحضور احتفالات أبوحصيرة، من بين 20 ألف تذكرة طرحتها وكالات وشركات السفر للراغبين فى حضور المولد.