مع فك الاشتباك الأول بين مصر وإسرائيل فى يناير 1974، عاد جزء عزيز من أرض سيناء إلى مصر.. إلا أن الحكومة لم تعين محافظاً لشمال سيناء إلا بعد تنفيذ إسرائيل بنود معاهدة «كامب ديفيد»، ليصبح اللواء فؤاد نصار، مدير المخابرات الحربية الأسبق، أول محافظ لشمال سيناء فى نهاية السبعينيات، وخلال حركة المحافظين الأخيرة سلَّم الرئيس مبارك إدارة السلطة التنفيذية بالمحافظة إلى قائد آخر من رجال المخابرات الحربية، هو اللواء مراد محمد موافى، مدير إدارة المخابرات الحربية السابق، وبين نصار وموافى، تعاقب على شمال سيناء العديد من المحافظين، الذى عملوا أيضاً بالمخابرات الحربية، أو بمختلف قطاعات القوات المسلحة، ووزارة الداخلية. تمثل محافظة شمال سيناء الحصن الشرقى لمصر، وهى المعبر الذى حاول معظم الغزاة الوصول إلى وادى النيل من خلاله طوال تاريخنا القديم والحديث، وزادت أهميتها الاستراتيجية بعد تأسيس دولة إسرائيل، لتصبح المحافظة خط الدفاع الأول عن مصر خلال عقود من الصراع، وتزداد قيمتها الاستراتيجية الآن، خاصة مع تأمين مصر لحدودها ب«الجدار» وضبط أنفاق التهريب إلى غزة. وقبل تقسيم شبه جزيرة سيناء إلى محافظتين وقبل 1967، كان اللواء محمد كارمانى محافظا لسيناء كلها، وبعد تأسيس محافظة شمال سيناء، أصبح اللواء فؤاد نصار أول محافظ لها. يروى اللواء فؤاد نصار: «توليت منصب محافظ شمال سيناء بعد عملى كمدير للمخابرات الحربية.. وأهالى سيناء خدموا الوطن بإخلاص أثناء الحرب خاصة مع المخابرات، عندما تم تشكيل مجموعة سيناء لجمع المعلومات وأدوا دوراً كبيراً جداً أثناء تلك الفترة.. وعندما ذهبت إليهم كانت لهم حقوق علينا لابد من تأديتها». وأرجع نصار سبب اختيار محافظ شمال سيناء عادة من المخابرات الحربية إلى أن «سيناء محل اهتمام كبير بالنسبة للمخابرات الحربية، ورجالها يعرفون عن سيناء ما لا يعرفه أحد». من جهته، أكد اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى، أن «لمحافظة شمال سيناء طابعاً خاصاً، وفى ظل بناء السياج الأمنى الجديد فإن الأقدر على تولى هذا المنصب، ينبغى أن يكون عالماً بطبيعة المنطقة، كمدير المخابرات الحربية». واعتبر كاطو أن شخصية اللواء موافى تتوافر فيها الصفات اللازمة لهذه المهمة.