ترى لماذا سميت هذه الليلة بهذا الاسم «ليلة العمر»؟ هل لأن العمر كله يبدأ من هذه الليلة؟ فإذا صح الاختيار كانت بداية لعمر جديد، ولحظة ميلاد لن تنسى عندما يقترن النصفان وتمتزج المشاعر وتتوحد الطباع، ليصبح جنيناً جديداً أول ما ترى عيناه ترى نور الأمل فى أن يحبو لحياة جديدة ناجحة فتكون بداية العمر هى ليلة، نعم هى ليلة العمر ولكن..!! إذا كان الاختيار خاطئاً هل ستكون هذه الليلة ليلة العمر أم غلطة العمر التى يعقبها ندم لا ينتهى وألم لا يتداوى ومحاسبة للنفس مع كل يوم جديد فى هذا العمر الذى كانت بداية نهايته هذه الليلة المزعومة «ليلة العمر»؟! آه من خطأ لا يمكن تصحيح، وحياة لا يمكن إعادتها، وعمر يضيع هباء، فهناك من لا يملك الجرأة فى تصحيح ما أخطأ فيه لوجود ضحايا لا ذنب لهم، ذنهم الوحيد سوء اختيار الوالدين، فتكون النتيجة خللاً وأفكاراً تترسخ فى أذهانهم وعدم القدرة على التواؤم، وربما مزيداً من الاختيارات الخاطئة فى حياتهم لمرورهم بهذه التجربة.. فلماذا لا نتأنى فى الاختيار من البداية؟ لماذا لا نستخدم الحق الوحيد المشروع لدينا وهو حق الاختيار؟ اختيار شريك العمر.. لا نسمح لأى ضغوط أو مبررات أو تدخلات من أى شخص لأنها حياتك أنت وحدك دون غيرك.. فإن صح الاختيار كانت البداية وإذا كان خاطئاً كانت النهاية.. فتكون ليلة العمر هى غلطة العمر. عبير غيث