قالت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية إن «الخلافة الأسرية» على الحكم تسير فى طريقها بكل من مصر وليبيا، مدللة على ذلك بالزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس مبارك لواشنطن والتى رافقه فيها نجله جمال، إلى جانب الدور الذى لعبه سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبى معمر القذافى فى إطلاق سراح مفجر طائرة «بان أمريكان» فى سماء لوكيربى عبدالباسط المقراحى. وأضافت الصحيفة فى تقرير نشرته أمس، تحت عنوان: «الاحتفاظ بالسلطة فى العائلة: قصة شمال أفريقيا»: «إنهم ليسوا بمفردهم، فمبارك والقذافى إلى جانب زين الدين بن على رئيس تونس، وعبدالعزيز بوتفليقة فى الجزائر.. هم من بين أكبر رؤساء الدول سنا، والذين تولوا أطول فترات حكم فى العالم»، مؤكدة أن نجل الرئيس مبارك أمامه قليل من المعوقات فى طريقه للسلطة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحل صار شائعا، فقد شمل العليوفيين بأذربيجان وآل كيم فى كوريا الشمالية وصولا لأسرة الأسد فى سوريا، منبهة إلى أن «الخلافة الأسرية» تؤمّن المصالح المباشرة، والممتدة للأسرة الحاكمة إلى جانب مصالح النخبة السياسية ونخبة رجال الأعمال الأوسع نطاقا. واستدركت الصحيفة أن احتمال ظهور «خلافات للحكم فى شمال أفريقيا صار أمرا ملفتا». ونبهت إلى أن جميع الحكام الأربعة الشمال أفريقيين، جعلوا من أنفسهم، بدرجة أو بأخرى، مركزا لهياكل سلطوية «غير شفافة»، قائلة إن كل شىء فى دولهم يعتمد على الشخص والعائلة، وليس المنصب. وأضافت: «رغم القبضة الصلبة لهؤلاء القادة المستبدين على السلطة، فإن ضمان مباشرتها ليس أمرا هينا كما يبدو». وأكدت الصحيفة البريطانية أن المشكلة تحتدم كى تتغلب على المقاومة المحتملة – من جانب النخبة الحاكمة والجماهير – مما قد يؤدى إلى خروج عملية انتقال السلطة عن مسارها أو تقوى سلطة «الخليفة». ولفتت الصحيفة إلى أن التعامل مع مصالح النخبة يستلزم «العبقرية»، مضيفة أنه من الممكن توزيع فرص بيزنس مربحة لتهدئة الخصوم السياسيين ل«الخليفة»، بينما يمكن استهداف المنشقين لإحباط الآخرين، وذلك من خلال نزع ممتلكاتهم أو طردهم من مراكز النفوذ. وقالت الصحيفة: «أينما يملك أعضاء الأسرة الحاكمة مصالح تجارية مباشرة – كما فى ليبيا وتونس – فإن التحول السياسى من المؤكد أن يتسبب فى خسارة اقتصادية موازية». وأكدت أن ضمان الشرعية الشعبية يستلزم جهدا مساوياً، والذى لعب دورا مهما فى منع قيادات شمال أفريقية من الإفصاح علانية باستعداداتها ل«الخلافات العائلية». وأشارت الصحيفة إلى أنه فى مصر - حيث تكون هذه الاستعدادات الأكثر وضوحا - قام جمال وشخصيات أخرى بارزة بنفى طموحاته الرئاسية بشكل يتصف بالعناد والإصرار، مؤكدة أن المجال تم إفساحه فى الوقت نفسه لجمال كى يبنى لنفسه شخصية جماهيرية عبر دوره البارز فى الحزب الحاكم، وتم وضع إطار دستورى من شأنه أن يسمح بانتخابه فى انتخابات تعددية، ومن ثم يؤسس واجهة لشرعية جمهورية. كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك مشكلة علاقات عامة تتعلق بالمصالح التجارية، موضحة أن «جمال» سوف يضطر إلى مواجهة مفهوم واسع النطاق بأن مصالحه تتماشى مع حلفائه المقربين من بين نخبة رجال الأعمال، وتحديدا أحمد عز إمبراطور الحديد - كما وصفته الصحيفة - ومن ثم قد يسعى جمال إلى تبديد هذا المفهوم من خلال ضرب أمثلة علنية بشأن أصدقاء النظام الحاكم المتورطين فى الإسراف. ونبهت إلى أن «بن على» نزع مناصب من ساسة بارزين عندما تنامى نفوذهم بشكل كبير لكى لا يكونوا خلفاء محتملين له.. فهو قلق على ما يبدو من أن يحاكى أحدهم الانقلاب الذى قاده فى 1987 وأطاح بالحبيب بورقيبة (حيث قام بتغيير الدستور منذ ذلك الحين تجنبا لتكرار الانقلاب). وأضافت: «اندمجت ثروات المعتصم وسيف الإسلام فى ليبيا وتراجعت، فى الوقت الذى يطبق فيه القذافى سلطته للحيلولة دون ظهور متحدٍ له»، مشيرة إلى أنه فى الوقت الذى لايزال فيه جمال يواجه قليلا من المعوقات فى طريقه صوب السلطة، فإن محاولة تنصيب سعيد، شقيق بوتفليقة قد تنهار أمام المقاومة مصالح النظام الحاكم السلطوى».