قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الربيع العربي يمثل اختبارًا قاسيًا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة بعد أن نحى جانبًا ثلاثة عقود من العلاقات الأمريكية بالحليف الراسخ في العالم العربي، وقرر أن يضع الولاياتالمتحدة بثقلها في جانب الشارع العربي، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي كان «حازماً» في مكالمته لمحمد مرسي الأسبوع الماضي، على حد تعبير الصحيفة، مضيفة: «بعد رد فعل مرسي الفاتر مبدئيًا على الهجمات على السفارة الأمريكيةبالقاهرة، طلب أوباما بنفاد صبر من مرسي إظهار الدعم، وفي غضون ساعة واحدة، حصل على ما يريد». وقالت الصحيفة، إن أوباما خاطر بتجاهل نصائح المستشارين في الخارجية الأمريكية والبنتاجون، الذين قضوا عقودا في «حضانة النظام المصري المستبد»، حسب وصف الصحيفة، رغم موالاته لأمريكا، لافتة إلى أنه «بعدها بتسعة عشر شهرًا كان أوباما في الخارجية يستشير بعض المسؤولين الذين عارضهم من قبل، واندلعت التظاهرات المعادية لأمريكا في مصر وليبيا، وأدت تلك التظاهرات إلى مقتل 4 دبلوماسيين أمريكيين في ليبيا، من ضمنهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، وقد وصلت إلى الحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي كانت قد تأخرت كثيرًا في إدانة الهجمات التي تعرضت لها السفارة الأمريكيةبالقاهرة، وفي نفس السياق، امتلأت أجهزة التليفزيون في الولاياتالمتحدةالأمريكية بصور العرب الغاضبين بسبب فيديو صنع في أمريكا، ويسخر من النبي محمد، ثم أحرقوا الأعلام الأمريكية، ودمى على شكل أوباما نفسه». وكشفت «نيويورك تايمز» أن أوباما تحدث بشكل خاص إلى العاملين بالخارجية الأمريكية، محاولا أن يجد منطقًا وراء الأحداث الجارية، وأنه حاول مواساتهم بذكريات من طفولته وتقديره للدبلوماسيين الأمريكيين الذين خاطروا بحياتهم من أجل بلادهم، مؤكدًا ضرورة استمرار العمل في وجه «عنف الحشود في المنطقة». واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن حديث أوباما للعاملين بالخارجية الأمريكية إنما يعكس الدروس الصعبة التي تعلمها خلال العامين الماضيين من خلال الاضطراب السياسي في العالم العربي، وأنه تعلم أن الكلمات الواضحة ودعم الطموحات الديمقراطية ليسا كافيين لنشر النوايا الجيدة في المنطقة، على الأقل، ليس عندما يتعارض ذلك مع مصالح الأمن القومي الأمريكي. وأوضحت أن الوضع في مصر بالتحديد اختبر حكم أوباما وأعصابه وقدراته الدبلوماسية، فبعد أن دافع الرئيس الأمريكي عن التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في مصر العام الماضي، تغيرت الأوضاع، معتبرة أن طريقة تعامل أوباما مع التظاهرات العربية تعكس «الفجوة بين قطبي سياسته: رغبته في أن يصبح جسرًا تاريخيًا لتحسين صورة أمريكا في الخارج، ورؤيته للمصالح الأمريكية على المدى البعيد فيما يتعلق بالنفط الرخيص والأمن القومي». ورأت الصحيفة الأمريكية أن الاختلاف بين النتائج في القاهرة والبحرين يوضح عدم صبر أوباما فيما يتعلق بدبلوماسية الغرف المغلقة، وفشله في بناء علاقات شخصية مقربة من القادة الأجانب خاصة في الشرق الأوسط، بما يساعد البيت الأبيض على اتخاذ القرارات بشأن السياسة الخارجية. وقالت إن موقف أوباما من البحرين كان مختلفًا، فرغم أنه بدأ بتأييد التظاهرات الموالية للديمقراطية كما فعل في مصر، إلا أنه التزم الصمت بعدها، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة لديها قاعدة عسكرية في البحرين، ربما يكون الهدف منها مواجهة إيران، كما أن المملكة السعودية التي تشارك البحرين في الحدود الجغرافية لم تكن لتسمح بظهور ديمقراطية جديدة على حدودها، وبالتالي تغير موقف أوباما من البحرين وتظاهراتها. وأشارت إلى أن مستشاري أوباما يرون أنه عندما يصمم الرئيس الأمريكي ويتخذ موقفًا واضحًا يكون التأثير أكثر فعالية، وضربت بذلك مثالا على المكالمة الهاتفية من أوباما إلى الرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي، التي كان أوباما «حازمًا» فيها مع الرئيس المصري، على حد تعبير الصحيفة، وقالت «بعد رد فعل مرسي الفاتر مبدئيًا على الهجمات على السفارة الأمريكيةبالقاهرة، طلب أوباما بنفاد صبر من مرسي إظهار الدعم، وفي غضون ساعة واحدة، حصل على ما يريد».