من الوزراء من قص علىَّ كيف تغير أسلوب وكلمات من كانوا يعارضونه قبل توليه الوزارة!! ونلاحظ تكاثف عبارات الإطراء والتفخيم والتعظيم تحيط بالمسؤول أينما ذهب- وأياً كان ما يطرحه من تخطيطات أو تخبيطات-.. مديح لا يتوقف على كل المستويات!!.. يجد النفاق أينما حل، ويرتبط الأمر بوجوده على الكرسى.. فبدونه تتغير الأوضاع!! لذا فهو يرغب فى الاستمرار جالساً على الكرسى لأطول مدة لكونه يزيده أهمية، ويضيف إليه الكثير!!.. وإذا كان هذا يحدث (منا) تجاه مسؤول.. فما بالنا بالجالس على (كرسى الحكم).. هو لم يأمر الرعية بالنفاق والرياء، ولكنهم هم الذين فعلوا ذلك.. «إنها خطيئة الشعب»!! وهناك ذنب عظيم فى رقبة من يحيطون بالحاكم.. فإذا رجعنا إلى كتاب (كليلة ودمنة) سنجد عبارات عديدة عن مصاحبة ومعاملة السلطان (الحاكم).. هى صحبة حذر منها الأولون فمن الممكن أن تُهلك صاحبها.. كما أن صاحب الحاكم كراكب الأسد يخافه الناس وهو لمركوبه أخوف!. وقال ابن المعتز: من شارك السلطان فى عز الدنيا، شاركه فى ذل الآخرة!. وقيل لا يسعد من ابتلى بصحبة الملوك والحكام، خاصة إذا كان الحاكم من النوع الذى يأمنه الجرىء، ويخافه البرىء.. ويستمر فى قهره لشعبه مردداً (كل ليلة وده منه)!! حاتم فودة