حاول كثيرا الصمود أمام إصابته بمرض الكبد.. راوغه قليلا.. وعانده كثيرا، ولكنه لم يعد قادرا أن يحتمل أكثر من ذلك، وقبل أن يعلن هزيمته على يد «الكبد» وخلال لحظات صموده، قرر مجدى مهنا أن يضع وصيته على سبعة ملايين مواطن مصابين بالمرض نفسه، قائلا: «لا تنتظروا الإصلاح من الحزب الوطنى ولا من أمانة سياساته، وعلى القوى السياسية أن تفكر فى وسائل وأساليب أخرى غير التى تفكر فيها، عليكم أن تفكروا فى هذه الملايين التى تنتظر الموت، وأنتم غارقون فى وهم الإصلاح، الذى لن يأتى بالطريقة التى تفكرون وتعملون بها ومسؤولية المعارضة أكبر من الحكومة، لأن الحكومات التى أفسدت لن تصلح ما أفسدته.. (اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد)»، ولعل تلك الوصية تجسدت فى مقالاته التى صاغها فى عام 2007، والتى ركز فيها على المواطنة والفساد والديمقراطية والحرية والديكتاتورية بشكل كبير، وخاطب فيها المسؤولين فى الدولة كبيرهم وصغيرهم، لذا اهتمت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان بتحليل مضمون بعض مقالات مجدى مهنا، التى كتبها خلال عام 2007 فى تقرير بعنوان «مجدى مهنا.. ذاكرة وطن». التقرير أشار إلى أن مجدى مهنا خاطب عبر مقالاته 75 مسؤولا، فى مقدمتهم الرئيس مبارك بمعدل 45 مرة، وتلاه الدكتور أحمد نظيف 23 مرة، أما المركز الثالث فكان من نصيب الدكتور مفيد شهاب بمقدار 18 مخاطبة، تلاه الدكتور فتحى سرور ب15 مخاطبة، وجاء فى المرتبة الأخيرة الدكتور صفوت الشريف بعدد 14 مخاطبة فقط، وأشار التقرير إلى أن جميع المخاطبات الشخصية تلك كانت بسبب تصريحات لهم أو مواقف أعلنوها على الرأى العام، وكان مهنا يتعامل مع تلك التصريحات إما بالتعليق بالاختلاف أو الموافقة، أو أن يبدى اندهاشه بها. جاءت المواطنة فى المركز الأول من بين القضايا التى اهتم بها «مهنا» فى مقالاته خلال العام محل الدراسة، حيث تكررت كلمة المواطنة 411 مرة على مدار العام، تلتها كلمة الفساد بمعدل 201 كلمة، بينما احتلت قضية الحرية المرتبة الثالثة بمعدل 159 كلمة، كما أوضح التقرير أن أداء الحكومة المصرية والتعديلات الدستورية استحوذتا على أكبر قدر من الاهتمام لدى مجدى مهنا، فكتب 21 مقالا حول سياسات الحكومة المصرية و19 أخرى حول التعديلات الدستورية، فيما جاء مؤتمر الحزب الوطنى وقضاياه فى المرتبة الثالثة بعدد 15 مقالاً. وأخيرا لم تمنع تلك القضايا «مهنا» من أن يهتم بقرائه، حيث مكن 62 قارئاً من التعبير عن آرائهم، من خلال نشره رسائلهم بشكل مباشر وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن أنفسهم وعن المشاكل التى يواجهونها.