الأدب والفن والمعاقون

صورته كما رسمتها وسائل الإعلام تتنافى مع قدراته وما يستحقه من مجتمعه، هذا ما دعى معرض الكتاب لعقد ندوة حول الأدب والفن ودوره فى التوافق النفسى لدى المعوق.
عن المعوق وقدراته الإبداعية وما يمكنه تقديمه للمجتمع تحدث سامى البجيرمى عضو اتحاد الكتاب، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الموهوبين من الفئات الخاصة، كما شارك فى الندوة كاتب الخيال العلمى الدكتور نبيل فاروق والفنانة مديحة حمدى والتى قدمت نفسها كنائب رئيس مجلس إدارة جمعية التربية الخاصة، والدكتور السيد كيلانى أستاذ التربية الخاصة بجامعة عين شمس.
ولأنه كفيف كان خير من يعبر عن المعاق إذ أبدى سامى البجيرمى استياءه الشديد من الصورة التى يظهر به المعوق فى وسائل الإعلام وأكد أنها صورة غير حقيقية لا تتفق مع إمكانياته الحقيقية فوفق ما ذكر الجاحظ الحواس الخمس تمثل واحداً صحيحاً فإذا فقد المعاق إحدى تلك الحواس الخمس تعوض له فى حاسة أخرى بحيث يكتمل الواحد الصحيح، وهو ما دعى المشاركين فى الندوة لاستحضار أبرز الشخصيات التى برعت حول العالم من المعاقين، إلا أن الدكتور نبيل فاروق رأى أن النظر للماضى ونماذج الصحابة والعظماء غير ملحة فى ظل وجود نماذج موجودة بالفعل فى عصرنا هذا وضرب بذلك مثل الطالب الكفيف الذى تفوق على جميع مبصرى مصر فى الثانوية العامة حيث كان الأول على الجمهورية.
وأضاف نبيل فاروق: نسبة المعاقين فى مصر هى العشر أى 8 ملايين معاق وبالتالى بإهدار هذه النسبة من سكان مصر يعد خسارة بشرية وإهداراً للطاقات، وبالتالى فإن نسبة 5% لتوظيفهم فى الشركات التى حددتها الحكومة تكون غير عادلة، على الرغم من ذلك فحتى هذا القانون الظالم لا يتم تطبيقه.
ويواصل فاروق: كلمة معاق غير دقيقة لأنه لا يوجد مخلوق على وجه الأرض غير معاق، فكلنا إن بدونا سلاما إلا أن كل منا بداخله خلل فلا يوجد إنسان كامل، الفرق هو أن إعاقتهم ظاهرة ونحن إعاقتنا خافية.
أما مديحة حمدى، التى فضلت تقديمها بصفتها ناشطة فى مجال العمل الأهلى الخاص بالمعاقين وليس كفنانة، فقد فضلت تغيير مسمى المعاقين أو ذوى الاحتياجات الخاصة إلى «ذوى المهارات الخاصة»، وعملا بمبدأ الوقاية خير من العلاج قالت: لا يمكننا أن نتجاهل نسبة عشر السكان فعلينا أن نفكر لماذا هذه النسبة وكيف يمكننا تقليلها.